نداء الضمير: هل يستحق الحضارم هذه المعاناة؟!!
مجاهد الحيقي
في هذه الأيام العصيبة التي نمر بها، يقف مجتمعنا الحضرمي أمام تحدٍ كبير يكوي قلوب الجميع، ويتسبب في معاناة غير محتملة بسبب أزمة الوقود وانقطاعات الكهرباء التي باتت تثقل كاهل المواطن البسيط، حرارة الجو الشديدة لا ترحم، ولكن ما يزيدنا ألمًا هو رؤية أهلنا وأطفالنا يعانون نتيجة الإحداث الإخيرة بين الأطراف المختلفة والتي أدت إلى توقف شركة بترومسيله عن العمل، ونحن من يدفع الثمن..!
إلى من يهمة الأمر في السلطة وحلف حضرموت..
هل نسيتم أننا كنا دائماً نقف جنبًا إلى جنب، نتشارك الأفراح والأحزان، هل نسيتم أن حضرموت كانت دائماً رمزًا للحكمة والتعاضد، أين نحن الآن من تلك القيم التي كنا نفتخر بها؟!
أين الحكمة التي طالما اتصف بها أهل حضرموت؟ أين التعاون والتآخي الذي يجمعنا منذ الأزل؟ أليس من واجبنا أن نتحد من أجل مصلحة المجتمع، ونعمل معاً على إيجاد حلول حقيقية لهذه الأزمة بدلًا من الانزلاق في دوامة الخلافات والصراعات التي لا تزيد الوضع إلا سوءً ؟
من هنا وعبر صفحتي المتواضعة، إنني أناشد الجميع من مسؤولين وقادة ومشايخ القبائل والدين أفراد عاديين أن يتذكروا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، أن يدركوا أن الحلول تأتي بالحكمة والتفاهم، وليس بالصراع والمصالح الشخصية، نحن بحاجة إلى أن نضع حضرموت وأهلها في المقام
الأول، وأن نعمل معًا لتجاوز هذه الأزمة.
ولنتذكر أننا جميعاً في هذا المركب، وأن ما يحدث يؤثر علينا جميعًا بلا استثناء.. فلنتحلى بالصبر والحكمة، كفى تجاهلًا لمعاناة الناس، كفى صراعًا على السلطة، كفى عبثًا بمستقبل حضرموت، يجب أن نعود إلى الحكمة ولنضع مصلحة حضرموت فوق كل اعتبار، فنحن قادرون على تجاوز هذه المحنة إذا توحدنا، وتخلينا عن الأنانية والمصالح الضيقة.