ارتقِ.. فأنت حضرمي

زايد بارشيد
في الآونة الأخيرة أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة يتبادل فيها البعض الشتائم والاتهامات بين أبناء حضرموت، وهو ما يعكس صورة لا تليق بنا ولا بقيمنا لا يمكننا أن نسمح بأن تتحول اختلافاتنا إلى عداء، فكلما تعمقنا في الخلافات، كلما ضعفت قدرتنا على التقدم وتحقيق مطالبنا المشروعة.
الحقيقة التي يجب أن ندركها أن أي خلاف داخلي بين أبناء حضرموت، هو خسارة لحضرموت نفسها لن يأتي أحد ليحل مشاكلنا، ولن ينصفنا الغرباء إذا كنا نحن أنفسنا نحطم بعضنا البعض أمامهم.
أتعلم ما هو أخطر من خسارة قضية؟ أن نخسر أنفسنا ونحن نتصارع فيما بيننا، وأن نتيح للآخرين فرصة لمشاهدة انقسامنا، أن نمنحهم سلاحاً ضدنا ونحن نمزق بعضنا بالكلمات.
لا تجعل الغريب يتفرج علينا كخصوم، بينما يفترض أن نكون صفاً واحداً لا تسمح للاختلاف أن يتحول إلى قطيعة، ولا للرأي أن يصبح سبباً للعداوة.
أنت حضرمي، وهذا يعني أنك ابن أرض عرفت بالحكمة والصبر، عرفت بالرقي في القول والفعل فكن على قدر هذا الإرث.
نصيحتي لمن يتخاصمون على وسائل التواصل، اجلسوا وجهاً لوجه، تحاوروا، افهموا بعضكم، فالكلمة الطيبة تُصلح أكثر مما تفسد الشتائم، والمصافحة تُنهي الخلاف أكثر مما تفعله التغريدات والمنشورات.
الخلاف بين الأخوة لا يفسد الدم الذي يجري في عروقهم، فكيف يفسد الأرض التي تجمعهم؟
وأخيراً أتمنى ألا أكون جزءاً من هذه المهاترات والشتائم، ولا أن أشارك في نقاش يهدم ولا يبني، فأنا أؤمن بأن الرقي في الفعل هو السبيل الوحيد لحضرموت أقوى وأفضل.
والسلام........