مسلحون حوثيون يحولون جامع السنة إلى منبر تهديدات وكراهية في صنعاء

شهد حي سعوان بالعاصمة صنعاء واقعة أثارت استياءً واسعاً بين الأهالي وطلاب العلم في المسجد ، وذلك عقب اقتحام جماعة مسلحة تابعة للحوثيين مسجد السنة وقت صلاة المغرب يوم الاثنين الموافق 29 سبتمبر 2025م، حيث دخلوا إلى المسجد بأسلحتهم وبمظاهر وصفت بأنها استفزازية ومخلة بالسكينة العامة.
ووفقاً لشهود عيان، فقد دخل المسلحون المسجد بمظاهر مسلحة، وأعلنوا أنهم بصدد إقامة ندوة دينية وتوعوية. غير أن طريقة حضورهم وانتشارهم داخل المسجد بالسلاح أثارت استياء المصلين الذين اعتبروا الأمر منافياً لحرمة بيوت الله وللأعراف المتبعة.
كما أوضحت المصادر أن الجماعة تسعى بين الحين والآخر للتضييق على إمام المسجد الشيخ عبدالباسط، في محاولات متكررة لإخراجه وطلابه من المسجد، بحجة أنهم لا يشاركون في الحشود والمسيرات التي تنظّمها الجماعة.
وخلال الندوة التي أقامها المسلحون داخل المسجد، وجّه المتحدثون انتقادات مباشرة لطلاب العلم وعدد من رواد المسجد، مستخدمين أوصافاً مثل "المنافقين" و"العملاء". كما شددوا على أن جماعتهم مستعدة لإخراج طلاب العلم من المنطقة ومنعهم من البقاء فيها، الأمر الذي اعتبره الحاضرون تهديداً صريحاً يمسّ استقرارهم ووجودهم.
وقال شهود عيان إن خطابهم حمل لغة عدائية واضحة تجاه كل من يخالف توجهاتهم، حيث صرحوا أنهم "لا يتعايشون مع السنة" وأنه "لا بقاء لهم"، في لهجة أثارت فزع الحاضرين الذين شعروا أن المسجد أصبح ميداناً لخطابات الكراهية والوعيد.
ورأى مراقبون أن ما ورد في الندوة من اتهامات للمصلين وطلاب العلم بالعمالة والنفاق، ليس إلا محاولة للتغطية على ما وصفوه بـ"جريمة التضييق والتهجير القسري"، مؤكدين أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع المجتمع المحلي بالقوة، وإسكات الأصوات الدينية والتعليمية.
الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة بين أهالي الحي الذين اعتبروا دخول المسلحين إلى المسجد بالأسلحة اعتداءً صارخاً على قدسية بيوت الله وانتهاكاً لحرية العبادة. وأكدوا أن هذه التصرفات لا تهدد فقط القائمين على المسجد وطلابه، وإنما تضرب السلم الاجتماعي في المنطقة وتزرع بذور الفتنة الطائفية.
من جانبه، وجّه الشيخ عبدالباسط، إمام جامع السنة، نداءً إلى الجهات المعنية لوقف ما اعتبره "تجاوزات متكررة" تستهدفه وتستهدف طلابه، مؤكداً أن لهم الحق في ممارسة أنشطتهم الدينية والعلمية دون مضايقات. وأوضح أنه إذا استحال البقاء في بيئتهم الحالية بأمان، فإن من الواجب توفير ممر آمن لهم ولطلابه ليتمكنوا من مغادرة منطقتهم، باعتبار أن الاستقرار والطمأنينة حق مشروع لكل إنسان.