نجم البلدة.. متنفس مكبّل بقيود الأزمات

عبدالله فهمي
موسم نجم البلدة 2025، أتى هذا العام كحالة فرح مؤقته تشق طريقها وسط ركام الأزمات، وتُذكّر من يتصارع على مصالحه الشخصية اليوم، بأن للحياة وجهًا آخر يستحق أن يُعاش، حتى لو كان مؤقتًا.
أصبح أبناء أرض الأحقاف، يقتنصون لحظات الفرح، والتمسك بأي مناسبة يمكن أن تنسيهم ولو لبعض الوقت تعقيدات الواقع وضيق الحال، فلا عجب أن يتحول موسم البلدة، إلى مناسبة اجتماعية كبرى، تتلاقى فيها الأرواح قبل الأجساد، وتُعيد للناس بعضًا من بهجة افتقدوها، في ظل ظروف يعرفها الجميع، ويعرف مسببوها أنفسهم جيدًا.
موسم البلدة، الذي لم تنجح القوى الحضرمية المتصارعة في استثماره كفرصة لتضميد الجراح، أو حتى كمجال مشترك لتهدئة المشهد المشحون وإعادة بناء الجسور مع الناس، وتحسين مستوى الخدمات، خاصة خدمة الكهرباء التي باتت كالقيود مكبلة فرحة الناس، من الواضح ان موسم نجم البلدة سيمر، بلا أي أثر يُذكر في حسابات أولئك الذين لا يرون في حضرموت إلا ساحة نفوذ لا أكثر.
موسم البلدة، ليس مجرد برودة بحر وزحام الستين وسواحل حضرموت، بل فرصة لتذكير من يخطط خارج رغبات الحضارمة بأن حضرموت ما زالت تنبض بالحياة، ولا يستحق أهلها الأوجاع.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج حضرموت إلى أبنائها الصادقين الشرفاء، لا أولئك الذين يتقنون خطابات الشعارات، بل من يعرفون وجع الناس ويعيشون بين تفاصيلهم اليومية، ويؤمنون أن الحضارم يستحقون واقعًا أفضل من هذا العبث المستمر.
فهل سيلتقط هؤلاء هذه الإشارات قبل أن يخبو ضوء البلدة، أم سيستمر الحال ويتجه إلى اسوأ مما هو عليه اليوم، في واقع لا يحتمل مزيدا من الانتظار.