موسم البلدة يشعل الحركة التجارية والسياحية في المكلا.. وفنادق المدينة تسجل إشغالاً كاملاً

موسم البلدة يشعل الحركة التجارية والسياحية في المكلا.. وفنادق المدينة تسجل إشغالاً كاملاً

تشهد مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، حراكاً سياحياً وتجارياً لافتاً تزامناً مع انطلاق فعاليات موسم البلدة، الحدث السنوي الذي ينتظره السكان والزوار بشغف كبير. 

موسم البلدة الذي يمتد لعدة أيام في أجواء صيفية معتدلة، يُعد مناسبة تراثية واجتماعية واقتصادية تعكس غنى الثقافة الحضرميّة وتقاليدها المتجذّرة.

 إشغال فنادق بالكامل.. وانتعاش الأسواق:

سجلت معظم الفنادق والشقق المفروشة في المكلا نسبة إشغال تجاوزت 95%، وسط إقبال واسع من العائلات اليمنية القادمة من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى زوار من خارج البلاد.

يقول الأستاذ صالح بامطرف، مدير أحد الفنادق الواقعة بالمكلا: "لم نشهد مثل هذا الإقبال منذ سنوات. الموسم أنعش الحركة الفندقية بشكل ملحوظ، وبدأنا نُسجل حجوزات قبل انطلاق البلدة بأسبوع كامل."

وترافق الزخم السياحي مع نشاط ملحوظ في الأسواق الشعبية والمطاعم، حيث لاحظ التجار ارتفاعًا في مبيعات المنتجات المحلية بنسبة فاقت 60% مقارنة بالأيام العادية.

نكهات حضرمية تخطف الأضواء:

تعتبر المأكولات الشعبية أحد أبرز ملامح موسم البلدة، حيث يتهافت الزوار على تجربة الأطباق التراثية التي تشتهر بها حضرموت.

تقول المواطنة أم عبدالرحمن، وهي من سكان المكلا وتدير مشروعاً منزلياً لبيع الوجبات الشعبية:"الزوار يحبوا يتذوقوا الأكل الحضرمي، خصوصًا الباخمري والعصيد والموڤا. والله ما نلحق نغرف، الطلبات واصلة من الفنادق وحتى من السوق!"

وفي حديثه، عبّر الزائر أحمد القادري القادم من صنعاء عن إعجابه بالمذاق الحضرمي قائلاً: "أول مرة أزور المكلا.. أكلت الصيادية والهريس وشربت شاي بالحليب مع الباخمري على البحر.. تجربة ممتازة جداً! ما توقعتها كذا."

أبرز الأطباق التي ينصح بها الزوار:

الباخمري مع شاي الحليب: فطور بعد الفجر.

العصيد والهريس: فطور أو عشاء.

الفول والمخبازة: وجبة خفيفة يومية.

الصيادية: غداء حضرمي بحري.

المندي والمضبي: وجبات غداء شعبية.

السمك المدهور (الموڤا): غداء أو عشاء بطابع بدوي.

القلابات (لخم - عزيز) مع خبز الطاوة: أكلة تقليدية دافئة.

الحلوى الحمراء والسوداء: هدية حضرمية.

فعاليات تراثية.. وأجواء بحرية:
تتوزع فعاليات موسم البلدة بين السواحل والأسواق والأحياء الشعبية، حيث تقام جلسات غنائية تراثية، ومسابقات ثقافية، وأماكن للأسر المنتجة، وأكلات شعبية على الساحل.

يقول عبدالله بابلغوم، أحد منظمي الفعاليات الشبابية: "نحاول في كل سنة أن نجدد، لكن نحتفظ بروح التراث.. هذا الموسم كان مميز جداً، والزوار يتفاعلون مع كل الفعاليات من الرقصات الشعبية وحتى تذوق الأكلات."

المكلا ترحب بزوارها:

وفي رسالة محبة من أهالي المدينة، قال المواطن محمد العمودي: "شرفتونا بين أهلكم وناسكم، والمكلا تفتح لكم قلبها.. لا تفوتوا الفرصة وجربوا أكلاتنا الشعبية.. وبإذن الله باتعجبكم!"

بهذا الزخم الكبير في الحركة السياحية والتجارية، يؤكد موسم البلدة مكانته كأحد أبرز المواسم المجتمعية في حضرموت، ليس فقط باعتباره تقليداً سنوياً، بل كظاهرة ثقافية واقتصادية تبرز روح المدينة وتفتح نافذة حقيقية على التراث الحضرمي العريق.
ومع كل زائر يعود من حضرموت، تنتقل قصة جديدة، وذكرى لا تُنسى... فهنا، في المكلا، لا تنتهي المواسم، بل تبدأ الحكايات.