نهاية عصر الهواتف الذكية.. والواقع المعزز يتصدر المشهد بحلول 2030م

في عالم تهيمن فيه الهواتف الذكية على الاتصالات والتواصل، يبدو من الصعب تخيل مستقبل بدونها. ومع ذلك، توقع نيشانت باترا، كبير مسؤولي الاستراتيجية والتكنولوجيا في نوكيا، أن يتم استبدال الهواتف الذكية بتجارب الواقع المعزز والواقع الافتراضي خلال النصف الثاني من هذا العقد، مما قد يؤدي إلى اختفائها تمامًا بحلول عام 2030.
وقال باترا إن هذا التحول التكنولوجي مدفوع بالتقدم الكبير في دمج العالم المادي بالعالم الرقمي، حيث تعمل شركات مثل أبل وميتا وشاومي بالفعل على تطوير أدوات وتقنيات متقدمة قد تحل محل الهواتف الذكية كأجهزة رئيسية للتواصل والتفاعل.
* الواقع المعزز والافتراضي.. البديل القادم للهواتف الذكية؟
تسعى كبرى شركات التكنولوجيا إلى تقديم تجربة غامرة وطبيعية من خلال تطوير نظارات وساعات الواقع المعزز، مثل نظارات Orion، والتي يمكن أن تحدث ثورة في طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا.
ووفقًا لصحيفة "لا راثون" الإسبانية، فإن رؤية نوكيا وغيرها من عمالقة التكنولوجيا تتمثل في أن هذه الأجهزة، رغم تكلفتها الحالية العالية، ستصبح أكثر انتشارًا وأكثر ملاءمة للعمل والاتصال، مما يجعلها بديلاً أكثر تطورًا للهواتف الذكية.
* تحديات أمام الثورة الرقمية الجديدة
رغم أن فكرة عالم بدون هواتف ذكية قد تبدو ثورية، إلا أن هذا الانتقال لا يخلو من التحديات والمعوقات. ومن أبرزها:
التكلفة المرتفعة: لا تزال أجهزة الواقع المعزز والافتراضي باهظة الثمن بالنسبة للمستهلك العادي، مما يجعل تبنيها واسع النطاق أمرًا صعبًا حاليًا.
عمر البطارية: تحتاج هذه الأجهزة إلى تحسينات كبيرة في البطارية لضمان استخدامها بسهولة طوال اليوم دون الحاجة إلى شحن متكرر.
الراحة والقبول الجماهيري: لا تزال التجربة العملية لهذه الأجهزة بحاجة إلى تطوير أكبر، حيث أن التصميم الحالي لبعض النظارات غير مريح للاستعمال لفترات طويلة.
البنية التحتية الرقمية: بدون دعم تقني قوي وشبكات إنترنت متقدمة، قد يستغرق استبدال الهواتف الذكية وقتًا أطول من المتوقع.
* هل ستختفي الهواتف الذكية تمامًا؟
على الرغم من توقعات نوكيا المتفائلة، يرى بعض الخبراء أن الهواتف الذكية ستظل تلعب دورًا محوريًا في عالم الاتصالات لسنوات قادمة. ويرجع ذلك إلى:
الراحة الكبيرة التي توفرها الهواتف الذكية للمستخدمين.
التطبيقات المتعددة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
الانتشار الواسع للهواتف الذكية، مما يجعل استبدالها بشكل كامل أمرًا معقدًا وغير فوري.
ومع ذلك، فإن تقدم تقنيات الميتافيرس والواقع المعزز قد يكون بداية لعصر جديد في عالم التكنولوجيا.
وإذا تمكن المصنعون من التغلب على التحديات الحالية، فقد يصبح تنبؤ باترا حقيقة، مما يبشر بثورة رقمية تغير بشكل جذري طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا.