جمال عبدون قيادة مشروع الحياة.. وللواقع لسان لا يعرف الكذب
محمد حسين الدباء
ثمة مراحل ومتغيرات تستلزم النظر إليها مليا، وثمة رجال يجب الوقوف أمام اعمالهم اجلالا.
الوكيل الاستاذ جمال عبدون ليس رجلا عاديا، وأعماله بالتأكيد لا يمكن تجاوزها، أو المرور عليها مرور الكرام.
ليس ثناء بالرجل، وهو يستحقه، وليس الأمر أننا نصوب الأضواء عليه للفت الأنظار اليه، فعبدون "تأتم الهداة به" ذلك أنه "علم في رأسه نار".
والحقيقة أننا لن نضيف شيئا لهذا الرجل الكبير بالحديث عنه، فهو أكبر من ان تحيط به عبارة أو تتناوله مقالة.
ولما كانت الأعمال العظيمة هي اقدار الكبار، جاء هذا الرجل التربية والتعليم على قدر.
نستطيع، بكل ثقة، أن نبدأ من هنا، ونسرد اعمال رجل التربية والتعليم الأول، لكننا، بكل يقين، لن نستطيع التوقف.
اعمال الأستاذ جمال عبدون في هذا السلك المقدس ليست تلك التي نجدها في تقارير الانجاز، فحسب، فهي أكبر وأعمق وأبلغ على الأرض، وبين الناس، انها مشاريع حياة.
ولقد كان عبدون دائما رائد المشاريع الحيوية وقائد معركة الحياة وسط كل مشاريع الموت التي تعترك في بلادنا، فكان، وبلا فخر، رجل التربية الأوحد.
لا نبعد إذا قلنا إن عبدون والتربية والتعليم صنوان لا يفترقان. ولا نبالغ إن شبهنا العلاقة بين الطرفين بقصص الحب الكلاسيكية.
وهنا، حتى لا نرمى بالمبالغة في شأن الرجل، سندع الواقع والمشاريع التربوية التي تزخر بها حضرموت هي التي تتحدث عنه، فلن تجد مديرية او قرية إلا فيها مشروعا سواء انشاء مدرسة او ترميم مدرسة أو أضافة فصول أو مختبر مدرسي.. وللواقع لسان لا يعرف الكذب.
ذلك ببساطة سر نجاح الرجل الذي قاد سفينة التربية والتعليم الى شواطئ الاستقرار والانتظام والامان، في هذا الظرف التاريخي الحرج.
وأريد هنا أن ألفت إلى جانب آخر لهذا الانسان، فعبدون وكيل وزارة التربية، كما أسلفنا، أكبر من ان نعرف به، وسفينة الرجل قد أبحرت بالفعل.
لكن عبدون الانسان، ربما لا يعرفه الا المقربون منه، ولقد حظيت بشرف التقرب من هذا الإنسان النبيل.
فعبدون، مع كثرة أشغاله وتزاحم مهامه، لا ينفك يغمر الجميع بفضله ورفيع آدابه وجميل اخلاقه، و هو لا يضن بلطيف توجيهه وحسن إرشاده ودقيق ملاحظاته، في سياق العمل وخارجه، لا فرق، فالرجل واحد.
محمد حسين الدباء
مدير تحرير صحيفة (عدن الغد)