نيوزويك: الحوثيون يتخذون موقفًا راسخًا باستمرار عملياتهم في البحر الأحمر دعما لغزة
قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الحوثيين في اليمن يتخذون موقفًا راسخًا باستمرار عملياتهم في البحر الأحمر دعما لغزة.
جاء ذلك في مقال للباحث دانيال ديبيتريس وهو كاتب عمود في مجلة نيوزويك المتخصصة في الشؤون السياسية.
وقالت المجلة "مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الرابع، يعمل الدبلوماسيون الأمريكيون بجدٍ للتوصل إلى هدنة أخرى للإسراع بإطلاق سراح الرهائن وتوفير بعض الطمانينة لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة".
وأضافت "هذا الأسبوع سافر بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إلى قطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة على أمل استئناف محادثات الهدنة بعد توقف دام شهرين تقريبًا، وتوجد عدة مسودات للمفاوضات على الطاولة.فقد أفادت التقارير أن الإسرائيليين عرضوا على حماس تجميدًا للقتال لمدة شهرين مقابل إعادة الرهائن المئة المتبقين في قبضة حماس، فيما هناك اقتراح آخر، تقوده أغلبية الدول العربية،وهو مثالي أكثر من اللازم، حيث أنه يسعى إلى وقف إطلاق نار دائم ويقدم إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كحافز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبدء مفاوضات جادة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية" .
وتابعت" في حين يسعى نتنياهو في محاولة بائسة لإحياء مستقبله السياسي الباهت من خلال جلب أقوى دول الشرق الأوسط إلى جانبه، إلا أنه لا يعتقد أن فوائد مثل هذا الاتفاق الدبلوماسي التقدمي ستفوق تكاليف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث تشير مسيرته السياسية وكل ما فعله وقاله خلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية هي حلم بعيد المنال طالما هو في السلطة، و بالنظر إلى تراجع الدعم بين الجمهور الإسرائيلي لحل الدولتين، فقد لا يكون ذلك ممكنًا بعد مغادرته أيضاً".
وأردفت" بغض النظر عن موقف إدارة بايدن، فلا يسأم نتنياهو الآن من تذكير الإسرائيليين مراراً بأنه كان ضد عملية أوسلو طوال الوقت وأنه يقف وحيداً كسد منيع امام اقامة دولة فلسطينية..وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: "في أي ترتيبات مستقبلية، ستحتاج إسرائيل إلى سيطرة أمنية كاملة على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن. وهذا يتعارض مع فكرة السيادة. لكن ماذا بوسعك أن تفعل ؟".
وترى المجلة أنه "طالما يظل نتنياهو متعنتا بشأن القضية الفلسطينية، ستبقى الجهود الدبلوماسية الأمريكية عالقة، وقد يتمكن الدبلوماسيون الأمريكيون من الخروج عن النص وترسيخ هدنة إنسانية أخرى بين إسرائيل وحماس - وقد تكون الهدنة المستقبلية أطول حتى من الاتفاق الأولي لمدة أسبوع الذي وقع عليه الطرفان في أواخر نوفمبر، وما لم تغير الحكومة الإسرائيلية الحالية موقفها وتنهي حربها في غزة، سيكون على الولايات المتحدة التعامل مع بؤر توتر متعددة في الشرق الأوسط لا تظهر أي علامات على الهدوء في أي وقت قريب".
وحسب المجلة، ضربت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ثمانية مواقع عسكرية للحوثيين في ما قالت عنه القيادة المركزية الأمريكية إنه عملية لإضعاف قدرة الجماعة على شن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار ضد الناقلات المدنية المارة في البحر الأحمر، واستهدفت الولايات المتحدة موقعين حوثيين آخرين في اليوم التالي، هذه المرة ضد صواريخ مضادة للسفن كانت موجهة إلى جنوب البحر الأحمر. ومع ذلك، تستمر هجمات الحوثيين - وهو أمر لا ينبغي أن يفاجئ أي شخص لديه فهم محدود حتى لكيفية عمل الجماعة.
وفي الرابع والعشرين يناير، أطلق الحوثيون ثلاثة صواريخ مضادة للسفن باتجاه سفينة ترفع علم الولايات المتحدة والمسجلة باسم ميرسك ديترويت . لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار، لكن يمكنك أن تراهن على أن إدارة بايدن سترد على هذا الهجوم بنفس الطريقة التي ردت بها على الحوادث السابقة: بجولة أخرى من الضربات.
وقالت الصحيفة "لا يزال قادة الولايات المتحدة وبريطانيا يرفضون فكرة أن الأحداث التي تجري في اليمن والعراق لها أي علاقة بالحرب في غزة" .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميللر للصحفيين إن ربط الحدثين "أمر مثير للسخرية ".
وكان لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي أمر القوات البريطانية بالمشاركة في جولتين من الضربات ضد الحوثيين حتى الآن، كان له رسالة مماثلة في مجلس العموم هذا الأسبوع، حتى أنه زعم أن "أولئك الذين يصنعون مثل هذا الربط بين الحدثين يقومون بعمل الحوثيين نيابة عنهم"
وذهبت المجلة بالقول "اذا رأينا الصورة بالمجمل، فلا يهم ما إذا كانت واشنطن ولندن تقبلان هذه الفرضية أم لا. الآراء لا تهم. الشيء الوحيد الذي يهم حقًا هو الواقع. والواقع هو أن الحوثيين يتخذون موقفًا راسخًا منذ أكتوبر مفاده أن الهجمات في البحر الأحمر ستستمر طالما استمرت الحرب في غزة".
وختمت المجلة" لازالت إدارة بايدن تتجاهل هذا الربط بين هجمات الحوثيين والحرب على غزة باعتباره خطرا عليها ".