أقوى رد من داخل الجماعة الحوثية بعد تصريحات مرعبة بشأن منصب عبدالملك الحوثي بعد التسوية السياسية القادمة!
شن سفيرا سابقا بجماعة الحوثي، هجوما قويا على جماعته بعد تصريحات وصفها بالمرعبة، بشأن المنصب الذي سيتقلده عبدالملك الحوثي بعد أي تسوية سياسية مرتقبة في اليمن.
وقال سفير جماعة الحوثي السابق في سوريا، نايف القانص، إن "اليمن لن تقبل الا بالشراكة الحقيقية وحكم الشعب بالتعددية واختيار من يحكمه من خلال المنظومة السياسية التعددية وعبر الصندوق الذي ترجحه كفة الشعب".
وأضاف القانص في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "المرعب اننا امام حقيقة غير قابل للنقاش عند الجماعة وخاصة من اسند اليهما ملف التفاوض".
جاء ذلك ردا على تصريحات لعضو وفد جماعة الحوثي المفاوض، عبدالملك العجري، الذي قال إن عبدالملك الحوثي سيبقى هو السلطة السياسية العليا لأي حكومة قادمة، مثله مثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وأن مكانته هذه غير قابلة للنقاش.
وقال نايف القانص في سياق رده الذي رصده "المشهد اليمني" إن "المظهر الحضاري والشكل الانيق لا يمكن ان يغير الايديولوجية الراسخة في عقولهم المتحجرة التي لا تأمن بالتعددية وبالأخر كأيمانها بإن السلطة السياسية العلياء حصراً لشخص ولا يمكن التفاوض او النقاش في هذا الامر".
وتابع: "الاخ عبد الملك العجري احد المفاوضان الحصريان وواحد من اثنين حصراً من اسند اليهما التفاوض بأسم الوفد الوطني (يقصد وفد الجماعة الحوثية) هو ومحمد عبد السلام وهما من يقرا مصير التفاوض".
واقتبس القانص من تصريحات العجري التي وردت في حواره مع مجلة "الأتلانتيك" الأمريكية، ما يلي: "سألته عما إذا كان الحوثيون على استعداد لتقاسم السلطة مع الجماعات السياسية اليمنية الأخرى، وأذهلتني مرة أخرى جرأة إجابته. وأكد أن عبد الملك الحوثي سيظل السلطة السياسية العليا في اليمن في ظل أي حكومة مقبلة، لأن سلطته تأتي مباشرة من الشعب وبالتالي فهي غير قابلة للنقاش".
وعلق القانص عليها بالقول: "هنا قال من الشعب ظاهراً بينما حقيقة قناعته انها من الله فلا نقاش فيها.
اذا كانت هذه رؤيته وقناعته فلن يصل الفرقاء الى ثوافق سياسي على هذه القاعدة".
وتأتي تصريحات العجري للمجلة الأمريكية من أن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي سيظل السلطة السياسية العليا في ظل أي حكومة مقبلة، اشارة جريئة وصريحة من المليشيات السلالية لتبني نظام "ولاية الفقيه"، حيث السلطة المطلقة للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران.
واشار القيادي الحوثي إلى أنهم "سعداء جدًا بوضعهم العالمي الجديد" المرتبط بالتطورات في الاراضي الفلسطينية والبحر الاحمر، وأنهم يهدفون إلى استخدامه كناد يقدمون من خلاله انفسهم كممثلين لليمن.. وأضاف: "نحن أكثر ثقة الآن، لأننا نحظى بدعم شعبي كبير".."وهذا يشجعنا على التحدث نيابة عن اليمن”.
وأكد العجري ان جماعته ستكون في وضع "أقوى وأكبر" من حزب الله اللبناني، وسيكونون "اللاعب الرئيسي وصاحب المصلحة" في اليمن، كما ان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي سيكون بمثابة نظير للمرشد الأعلى في إيران، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة.
وهذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها مفاوض حوثي بارز بهذه الجرأة عن رغبة زعيم جماعته تبني نظام سياسي في اليمن يمنحه سلطة فوق الدولة.. فيما يرى مراقبون في هذه التصريحات التي جاءت في سياق تعليق القيادي الحوثي حول مدى استعداد جماعته لتقاسم السلطة مع القوى السياسية اليمنية، انها تعكس رفض المليشيات المسبق لاستحقاقات خارطة الطريق السعودية، وعدم قبول العودة الى المسار الديمقراطي التعددي، وهو ما من شأنه تعقيد الجهود الاقليمية والدولية لاحلال السلام.