صرخة المعلمين في حضرموت.. بين مطرقة الغلاء وسندان تأخر الرواتب

تقرير خاص لـ السدة نيوز

صرخة المعلمين في حضرموت.. بين مطرقة الغلاء وسندان تأخر الرواتب

السدة نيوز - خاص

في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يشهدها اليمن، تتعالى صرخات المعلمين في محافظة حضرموت، مطالبين بحقوقهم المشروعة في صرف رواتبهم المتأخرة والدعوة لزيادتها لتتناسب مع الارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة. 

هذه الصرخة ليست مجرد دعوة لتحسين الأوضاع المادية للمعلمين، بل هي نداء استغاثة من أجل الحفاظ على مستقبل التعليم في بلد ينزف تحت وطأة الصراعات والأزمات.

مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ومدينة الشحر وغيل باوزير ومديرية دوعن شهدت احتجاجات حاشدة بالمعلمين الذين تجمعوا أمام ديوان المحافظة، رافعين لافتات وشعارات تندد بالتجاهل واللامبالاة التي تبديها السلطات تجاه معاناتهم.
الحجب المستمر للرواتب على مدى أشهر عديدة، لم يكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، فالمعلمين الذين يعملون بلا كلل لرفع مستوى التعليم وتنشئة الأجيال، يجدون أنفسهم اليوم عاجزين عن توفير أبسط متطلبات الحياة لأسرهم.

لجنة معلمي حضرموت، بقيادة عبدالله الخنبشي، أعربت عن استيائها الشديد من الظلم الفادح الذي يتعرض له المعلمون، مؤكدة على أن الاحتجاجات ستستمر حتى يتم الاستجابة لمطالبهم. 

الخنبشي، في كلمة نابعة من القلب طالب الجهات المسؤولة بالتحرك الفوري لصرف الرواتب المتأخرة واحترام حقوق المعلمين كأساس لضمان استمرارية التعليم.

في هذا السياق، لا يمكن إغفال دور الإعلام والمواطنين الذين تضامنوا مع هذه الوقفات الاحتجاجية، مما يؤكد على الوعي المجتمعي بأهمية المعلم والدور الحيوي الذي يلعبه في بناء مستقبل البلاد، إن الاستمرار في تجاهل مطالب المعلمين ليس سوى لعب بالنار قد يؤدي إلى إضعاف أحد أهم أعمدة الدولة - التعليم.

من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن تستجيب الحكومة والجهات المسؤولة لهذه المطالب بشكل عاجل إن تأخر الرواتب وعدم مواكبة الأجور للارتفاع الجنوني في تكاليف المعيشة يعد خذلانًا لمن يعملون بجد لتربية وتعليم الجيل القادم. 

يجب على الحكومة أن تدرك أن استثمارها في التعليم وفي المعلمين هو استثمار في مستقبل اليمن، وأن الإخفاق في هذا المجال قد يكلف البلاد أكثر بكثير من مجرد مرتبات متأخرة.

الوقت قد حان للسلطات أن تعيد النظر في أولوياتها وأن تعمل بجدية لحل هذه الأزمة، فصوت المعلمين الذي ارتفع في حضرموت اليوم ليس مجرد صدى لمطالب مادية بل هو نداء للعدالة والاحترام والاعتراف بدورهم الحاسم في تشكيل مستقبل أمة.