ساحل حضرموت تحت الحصار وتحديات التنمية تصطدم بعزيمة لا تلين

ساحل حضرموت تحت الحصار وتحديات التنمية تصطدم بعزيمة لا تلين

يعيش ساحل حضرموت وضعًا معقدًا بفعل الحصار المفروض من قبل حلف قبائل حضرموت الذي تمركزت نقاطه في الهضبة على مقربة من المناطق النفطية. 
هذا الحصار أثّر بشكل مباشر على المواطنين وخدماتهم اليومية، إلا أن تلك الضغوطات لم تُثنِ السلطة المحلية بقيادة المحافظ مبخوت بن ماضي، عن مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية وتحسين البنية التحتية بالرغم من كل الصعوبات.

تأثير الحصار على الخدمات الأساسية بالساحل

يُعتبر انقطاع الكهرباء واحدة من أبرز الأزمات التي واجهت سكان ساحل حضرموت هذه الأزمة لم تكن منفصلة عن مشكلات أخرى مثل ارتفاع أسعار المحروقات أو نقصها.
المواطنون وجدوا أنفسهم مضطرين للتعايش مع الانقطاعات المتكررة، غير أن السلطة المحلية وبالتنسيق مع شركائها من المنظمات الدولية، أبدت اهتمامًا كبيرًا بالتخفيف من تلك الأزمات وتطوير البنية التحتية في الوقت ذاته.

مشاريع تربوية تعزز الاستقرار

رغم الحصار تسعى السلطة المحلية في ساحل حضرموت إلى مواكبة التوسع السكاني المتزايد وتحقيق الاستقرار التعليمي. 
ففي إطار تلك الجهود، افتتح المحافظ مبخوت بن ماضي عددًا من المشاريع التربوية التي تشمل إنشاء وتطوير مدارس جديدة وتضمنت تلك المشاريع افتتاح مدرسة "القاقين" ومدرسة الفقيد اللواء سالم سعيد المنهالي للتعليم الأساسي، التي تستوعب أعدادًا كبيرة من طلاب منطقة فوة وأحيائها، إضافة إلى مدرسة سيدنا بلال بن رباح بحي الإنشاءات بفوة، ومدرسة المستقبل بمنطقة حلة.
هذه المشاريع جاءت بتمويل من السلطة المحلية، وتهدف إلى توفير بيئة تعليمية ملائمة تتماشى مع الزيادة السكانية والنمو العمراني الذي تشهده مناطق ساحل حضرموت. 

دعم أمني لتعزيز الاستقرار

لم تقتصر جهود السلطة المحلية على القطاع التعليمي فحسب، بل امتدت لتشمل تعزيز القطاع الأمني والدفاع المدني، افتتح المحافظ بن ماضي عدة مشاريع في هذا السياق، من بينها مبانٍ جديدة لفرع مصلحة الدفاع المدني «مراكز الإطفاء» في ديس المكلا وروكب وفوة، بتمويل من السلطة المحلية وتجهيز من منتدى التنمية السياسية بالتعاون مع مؤسسة بیرغهوف.

هذه الخطوات تأتي في إطار اهتمام السلطة المحلية بدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية، لضمان توفير الحماية والأمان للمواطنين في ظل الظروف الصعبة.

مشاريع البنية التحتية.. تحسين الطرق بمدينة المكلا

في إطار مشروعات تحسين البنية التحتية تفقد المحافظ بن ماضي سير العمل في مشروع صيانة وتأهيل المدخل الشرقي لمدينة المكلا الذي يمتد من جولة شركة النفط إلى جسر بويش الأرضي ويشمل هذا المشروع معالجة تصريف المياه والأمطار، وتعبيد الطريق بطبقة إسفلت إضافية، إلى جانب ترميم البلاط والبردورات الجانبية.

ويأتي هذا المشروع بتمويل من مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، في إطار الشراكة بين السلطة المحلية والمنظمات المانحة. 

دعم المواطنين للسلطة المحلية

رغم الحصار المفروض على الساحل تقول السلطة المحلية حضيت بدعم واضح من قبل المواطنين الذين أعربوا عن تقديرهم للجهود المبذولة في ظل هذه الظروف. 
وأشار العديد من السكان إلى أن ما تقوم به السلطة من مشاريع تنموية، سواء في القطاع التعليمي أو الأمني أو البنية التحتية، يعكس إصرارًا على تحسين أوضاع المحافظة وتوفير أفضل الخدمات للمواطنين حسب الإمكانيات المتاحة.

وأشاد المواطنون بجهود المحافظ بن ماضي وفريقه، معتبرين أن هذه المشاريع تأتي كجزء من مسار طويل يهدف إلى تحسين مستوى الخدمات وتوفير بيئة ملائمة للنمو والتطور، رغم المحاولات المستمرة لعرقلة تلك الجهود من قبل القوى القبلية التي تحاصر الساحل.

المحافظ يؤكد: الحصار لن يعوق التنمية

وفي تصريحه الأخير، شدد المحافظ مبخوت بن ماضي على أن الحصار الحالي لن يقف عقبة أمام استمرار تنفيذ المشاريع التنموية في حضرموت. 
وأكد أن السلطة المحلية ملتزمة بمواصلة تقديم الخدمات وفق الإمكانيات المتاحة، مضيفًا أن الشعب قد وعى حقيقة التحديات التي تمر بها المحافظة وأنه يقف إلى جانب السلطة المحلية في جهودها لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

في ظل هذه الظروف تعكس إصرار السلطة المحلية على تقديم أفضل ما يمكن للمواطنين، معتمدة على الشراكة مع المنظمات الدولية والمحلية بحيث تضع المحافظة على طريق التنمية.