وحدة حضرموت ترد الفتنة

وحدة حضرموت ترد الفتنة

بقلم: صلاح بن جوهر

في فضاء حضرموت , تلوح بوادر فتنة مقيتة , تتجاوز مؤشرات مخاطرها مؤثرات صراع الأحزاب والمكونات السياسية ودوافع خطاب التعصب والأهواء والإنتماءات الضيقة ومنافع شبكات المصالح الطارئة .


أطلق العنان لخطاب التحريض والكراهية وإن تستر بمبررات الحرص والنزاهة والأمانة , لكن خلف الأكمة , ثمة من يدفع عنوة بتمرير محتوى مقاصده , تارة بالتلميح وبالتصريح تارة أخرى, لحظة إنفعالات الخطابة وردود الأفعال المنفلتة والتي من المؤسف تدفع بتنفيذ أجنداتها فعاليات وشخصيات حضرمية يتم إستدراجها إلى براثن العصبية وشق الصف كلما تأججت جذوة الإختلاف لحظة مخاضات المتغير وعند تبني مطالب إستحقاقات حضرموت وتطلعات أبنائها في العيش الكريم و ترسيخ قيم العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع والإرتقاء بحياة الإنسان فيها وصون كرامته ورد الإعتبار للتاريخ والإرث الحضاري الوازن لحضرموت باتساع جغرافيتها وكثافة سكانها وحجم مخزون ثرواتها المهدورة .


شيطنة القبيلة والأنساب والجينات إستهداف فج يرمي الى تفكيك نسيج المكون القبلي والإجتماعي في حضرموت والتي لا تعد من حيث مضمون أبعادها ومراميها فكرة حقيرة فحسب , بل هي دسيسة , نتنة , موبؤة , مشحونة بالقذارة .


محاولات التقليل من أهمية الأدوار الوطنية لقبائل حضرموت في مختلف المراحل يلقي بظلال من الشك حول مغزى الأهداف الخفية و الأفكار التي تروج لمثل هذا الإدعاء الذي تدحض زيفه وتكذبه حقائق الواقع وسجلات تاريخ حضرموت القديم والمعاصر على إن حصر الإستدلال على وجه التخصيص في أدوار القبائل الوطنية

لا يعني البتة تمجيدا لإرث ومثالب وأخطاء نشاط أي قبيلة كانت ولا إنحيازا لإخفاقاتها أفرادا كانوا أو جماعات ومع ذلك لا نجيز المحاولات البائسة في توصيف القبيلة في حضرموت وكأنها تألفت من قطاع الطرق ورعاع سوارح الأدغال وآكلي لحوم البشر !!


حضرموت ومنذ غابر عهود وأزمنة حضارتها وممالكها القديمة وحقب التاريخ المتعاقبة, إستمسكت بالعروة الوثقى , وأسس وثوابت مبادئ التنوع ورسخت في عمق وعي المواطنة الجمعي ثقافة التعايش والسلم الإجتماعي وإستجابت مبكرا لشروط التمدن وألقت من على كاهلها آفة الثأرات البغيضة وعصمت دماء أبنائها والآخرين مع نبذها كل مظاهر التفرقة والتمييز حتى وإن تمظهر بعض منها حينا في عصور التراجع اللاحقة تحت تأثير مخرجات التوجه السلطوي أو الإجتماعي أو العقائدي

تستشعر وعي المجتمع حين ينبري وبكل حزم رافضا ومتصديا لها , في تعبير صادق يرتقي بجلال الحكمة و يعكس الصورة المشرقة لمشتركات ألفة وإنسجام وتماسك مختلف شرائح مكونات الطيف الحضرمي .


إختلفوا بشرف بعيدا عن الخلاف وأحسنوا إختيار وسائل التباري والمنافسة على تقديم الأفضل لصالح الإنسان وتنمية و تطور وإزدهار حضرموت دون تمييز وإنتقاء ولتتوحد جهود الجميع في الدفاع عن حقوق حضرموت ومكتسباتها والحفاظ على ثرواتها وهو الأمر الذي معه يتجدد التأكيد إن حضارم اليوم ماضون على نهج أجدادهم الذين أثمرت إنجازات حضروهم الإستثنائي المتفرد في مشارق الأرض ومغاربها دخول الملايين الى دين الله أفواجا وبما حقق لهم إحراز سبق الفضل في إتساع خارطة البلاد الإسلامية حين إكتنزت محامل قوافلهم بثمار الرزق الحلال وأثرى هجراتهم زاد التقوى وعلم ينتفع به وقيم الوسطية والإعتدال وبياض اليد والأخلاق الحميدة وقبل كل ذلك مخافة الله .