في ذكرى 14 أكتوبر.. كلية الشرطة بحضرموت تزف الدفعة الثانية من (حماة الوطن) إلى ميادين الأمن

 في ذكرى 14 أكتوبر.. كلية الشرطة بحضرموت تزف الدفعة الثانية من (حماة الوطن) إلى ميادين الأمن


احتفلت كلية الشرطة بحضرموت، اليوم بالمكلا، بتخريج الدفعة الثانية من القسم العام، البالغ عددهم (154) ضابطاً جديداً، ممن أكملوا دراستهم الأكاديمية والتدريبية على مدار أربع سنوات، ليُمنحوا درجة "بكالوريوس حقوق وعلوم شرطة".


ففي مشهد عسكري مُهيب وعروض جسّدت الانضباط والجاهزية القتالية، جاء هذا الاحتفال البهيج، الذي يمثل رافدًا نوعيًا للمؤسسة الأمنية، ضمن احتفالات بلادنا بأعياد الثورة، والذكرى الـ(62) لثورة 14 أكتوبر المجيدة، برعاية كريمة من فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة.


شهد الحفل حضورًا رفيع المستوى ضمّ محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، ووزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم علي حيدان، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكلاء المحافظة، إلى جانب قيادات عسكرية وأمنية يتقدمهم وكلاء وزارة الداخلية اللواء ركن محمد مساعد الأمير، واللواء قائد عاطف صالح، واللواء الركن عبدالماجد البرك العامري، وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، ومدير عام الأمن والشرطة بساحل حضرموت العميد مطيع سعيد المنهالي، ومدير عام الأمن والشرطة بمحافظة شبوة العميد ركن فؤاد محمد النسي، ومدير كلية الشرطة بحضرموت العميد ركن دكتور صالح التميمي.


وفي كلمته في حفل التخرج، نقل محافظ حضرموت رئيس اللجنة الامنية الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، تحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتهانيه للخريجين، مؤكدًا أن كلية الشرطة بحضرموت تعدّ مكسبًا ومنجزًا وطنيًا كبيرًا، وهي نقطة ارتكاز للأمن، مشيراً إلى أن هذه الكلية لم تكن مجرد مبنى، بل هي مصنعاً للرجال الأوفياء، الذين تسلحوا بأحدث المناهج التعليمية والأمنية، وأظهروا يقظة عالية والتزامًا كاملاً بمواكبة المنهج.


وقال محافظ حضرموت مخاطبًا منسوبي الكلية وطلابها: "لقد جسّد عرضكم العسكري المتميز والذي أديتموه بخطوة واحدة وصفوف منظمة، أبلغ دليل على أنكم تخرجتم من هذا المَعْلم الأمني الأكاديمي الشامخ، متسلحين بالمعرفة القانونية والانضباط العسكري والروح القتالية، والجاهزية القصوى لتلبية نداء الواجب".


وأضاف المحافظ : "أيها الخريجون الأبطال، في هذه اللحظة التي تتزامن مع احتفالات بلادنا بذكرى الثورة الخالدة والذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، نؤكد أنكم لستم مجرد أرقام تُضاف لكشوفات الأمن، بل أنتم زادٌ ورافدٌ نوعي وحقيقي لتعزيز الاستقرار، إن عليكم اليوم مهمة مقدسة، هي حفظ الأمن والاستقرار، وستكونون القوة الضاربة وخط الدفاع الأول في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة في كل ربوع الوطن، أنتم عنوان الأمن وسياج الوطن وعزم المستقبل، ليكن الوطن في عيونكم غاية ورسالة وواجبًا مقدسًا".

وأشاد المحافظ بجهود التطوير في الكلية، مشيرًا إلى الكلية قامت بدورها في تخريج أجيال متسلحة باليقظة والجاهزية العالية على يد معلمين أكفاء، وقد حرصت قيادة السلطة المحلية بحضرموت على دعم هذه الكلية لمواكبة جهود التطوير والتحديث لتصبح في مصاف أرقى الكليات الأكاديمية الشرطوية.


وأضاف محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية: "نحتفي اليوم معاً بثمرة من ثمار العزم والإصرار، ودليلاً على أن حضرموت ماضية في مسيرة البناء والأمن والاستقرار، نحتفل بهذه الكوكبة التي تمثل مستقبل الوطن، جيل تشرب معاني المسؤولية، وحمل على عاتقه رسالة عظيمة، رسالة الأمن وصون المواطن وكرامته، فرسالة الأمن ليست وظيفة، بل قضية وشرف وانتماء".


وأكد المحافظ بن ماضي أن كلية الشرطة بحضرموت تحولت إلى "حرم أمني رائد، أصبح منارة علمية لإعداد الكوادر المؤهلة في خدمة الأمن والوطن، ومؤسسة وطنية ذات أثر استراتيجي مستدام تخدم وترفد الأجهزة الأمنية بكوادر مؤهلة ومدربة علمياً، ورافداً وطنياً مستداماً يعيد منظومة الأمن على أسس علمية راسخة".


وعبّر محافظ حضرموت عن شكره لقيادة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وقيادة كلية الشرطة وهيئتها الأكاديمية والإدارية، متوجهًا بالشكر لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعمهم اللوجستي للكلية وللمؤسسة الأمنية والعسكرية.


من جانبه، أشاد وزير الداخلية، اللواء الركن إبراهيم علي حيدان، بالمستوى الاحترافي والجاهزية العالية التي أظهرها الخريجون، مؤكدًا أنهم يمثلون إضافة نوعية للجهاز الأمني.


وقال الوزير: "هذه الدفعة من الضباط تُضاف إلى صفوف الأجهزة الأمنية في مرحلة تتطلب يقظة قصوى واستجابة فورية، عليكم مسؤولية تطبيق القانون بعدالة وحزم، كونوا صمام أمان للوطن والمواطن".


وأكد وزير الداخلية الفخر والاعتزاز بهذه الدفعة، التي أطلق عليها اسم "دفعة السلم والبناء"، مشيداً بهذه الكوكبة من منتسبي الأمن، التي تعد الأولى التي تتخرج بدرجة البكالوريوس في العلوم الشرطوية خلال أربع سنوات من التدريب والتأهيل.


وشدد وزير الداخلية على ثلاث رسائل مهمة ومؤثرة هي أن هذه الدفعة نهلت من علوم الشرطة والعلوم التطبيقية والتدريبية ما يجعلها فخراً للوطن ليمارسوا العمل الميداني بحنكة وذكاء وعلم، وأن كلية الشرطة بحضرموت وصلت إلى مستوى عالٍ من التدريب وتخريج عناصر أمنية يفخر بها الوطن، داعيًا مرافق الوزارة المختلفة إلى استيعاب الخريجين للعمل في مرافقها المختلفة، مشيدًا بما تلقاه الخريجين على أيدي مدربين ومدرسين أكفاء صقلوا مواهب الطلاب ليكونوا على قدر المسؤولية.


ودعا وزير الداخلية الطلاب إلى عدم الاكتفاء بما نهلوا من معرفة تطبيقية وميدانية، وتطبيق ما تعلموه والاستفادة من الخبرات السابقة، وأن يكون لهذه الدماء الجديدة دوراً فاعلاً في الميدان الأمني لتعزيز الأمن في مرحلة البناء لليمن الجديد.


وشهد الحفل عرضاً عسكريًا مّهيبًا قدمه منتسبو كلية الشرطة وطلابها وخريجو الدفعة، جسدوا خلاله الجاهزية القتالية، متحركين في خطوة واحدة وثابتة، في دقة متناهية عكست أعلى درجات الانضباط العسكري.


ووقف الخريجون رافعوا رؤوسهم إلى السماء في عنفوان وكبرياء، مؤكدين أن حضرموت، التي دحرت الإرهاب، ستواصل مسيرة العطاء واليقظة والحفاظ على الأمن والاستقرار، واختتموا عرضهم العسكري بترديد جماعي قوي ومدوٍ للقسم، مؤكدين: "الولاء لله، ثم للوطن والثورة".


وكان الحفل قد استُهل بكلمة لمدير كلية الشرطة بحضرموت العميد ركن الدكتور صالح التميمي، أشار فيها إلى أن خريجي الدفعة الثانية طبق عليهم نظام البكالوريوس في الحقوق وعلوم الشرطة، حيث تلقوا 80 مادة قانونية وشرطوية وأمنية و 40 مادة تدريبية، وفقاً لأحدث المعايير، وشمل التدريب تنمية المهارات الميدانية والقتالية لمواجهة الأزمات الأمنية، كعلوم الصاعقة والمداهمات ومكافحة الإرهاب، إلى جانب أنشطة حقوق الإنسان ومكافحة الجريمة الإلكترونية، مما سيترك أثراً إيجابياً لتقديم الخدمات للمواطنين وتوطيد العلاقة بين رجل الأمن والمواطن.


كما ألقيت قصيدة تعبيرية وكلمة عن الخريجين باللغتين العربية والإنجليزية، أكد فيها الخريجون الالتزام المطلق بالقسم والعهد، وجاهزيتهم للانتشار في الميدان الأمني لحماية الأرواح والممتلكات، بيقظة عالية وجاهزية قتالية لا تلين، مشيرين إلى أنهم تشربوا في رحاب الكلية معاني الصبر والانضباط والتضحية والفداء.


وفي ختام الحفل، تم إقرار النتيجة العامة للدفعة، واعلان صدور قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رقم 275 لعام 2025 بترقية منسوبي الدفعة الثانية إلى رتبة ملازم ثاني، وتكريم أوائل الدفعة.