طريق تأخر... فسبقته الأعمار
زايد بارشيد
من عام 2006 والناس في أرياف دوعن ينتظرون طريق إنجاز طريق رحاب- الفرضحة، طريق بسيط كان المفروض يربط قرى كثيرة مثل لبنة والحيسر وعتود والسمح والخضراء وبريرة ومعلة وغيرها كثير، لكن ما زال الحلم واقف في منتصف الجبل، ما كملوه ولا حد درى متى بيكملوه.
رحل العم علي عبدالله بامحروس وقد تصلبت يداه من طول ما طرق أبواب الجهات المختصة يطلب استكمال الطريق ورحل أيضاً الأستاذ عبدالله أحمد بامحروس، وصوته ما زال يرن في ذاكرة الناس يطالب بوصال القرى المنسية ببعضها، حتى صار صدى صوته مألوفاً للأحياء والأموات على حد سواء.
تخيلوا مشروع بدأ عام 2006 واليوم في نهاية 2025، وما زال متعثرأ المريض يموت قبل ما يوصل المستشفى، والسيارات تتعطل كل يوم والأهالي يقطعون مسافات طريق ترابي متعثر ليصلوا إلى أقرب خدمة في مديرية دوعن.. طريق واحد كان كفيلاً بتغيير حياتهم، لكن البيروقراطية أقوى من إرادتهم، والصمت أطول من صبرهم.
رسالتي من أراد أن يكتب اسمه على صخرة لا تذوب مع الزمن، ليسجل في ذاكرة أهالي تلك المناطق أن يجعل من طريق رحاب – الفرضحة شاهداً أنك كنت هنا.. وأنك تركت أثراً لا يمحى.
فالناس قد تنسى الألقاب لكنها لا تنسى من منحها الحياة بعد طول انقطاع..
والسلام...