موقف رسمي في لحظة دقيقة.. حضرموت تتقدم لحماية الأمن وسط غياب القرار المركزي (تقرير)

موقف رسمي في لحظة دقيقة.. حضرموت تتقدم لحماية الأمن وسط غياب القرار المركزي (تقرير)
السدة نيوز

في توقيت شديد الحساسية أصدرت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بياناً رسمياً أكدت فيه حرصها الكامل على حماية استقرار المحافظة ومنعها من الانزلاق إلى أي مواجهات عسكرية أو توترات قد تهدد السلم الأهلي، مشددة على أن القوات الشرعية هي صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة الملف الأمني.

ويأتي هذا التحرك ليعكس إدراك السلطة المحلية خطورة ما تشهده المحافظة من دعوات للحشد والتصعيد، منذ تفاقم الأوضاع خلال الأسابيع الماضية، في ظل استمرار غياب أي دور فعّال للمجلس الرئاسي والحكومة في احتواء الأزمة.

حماية الاستقرار ومنع نشوب صراع داخلي:

البيان أشار بوضوح إلى أن أي تحركات ميدانية غير منضبطة أو خارج إطار الدولة قد تعرّض المحافظة لخطر المواجهة المسلحة والفوضى الأمنية، مؤكدًا أن حضرموت كانت ولا تزال نموذجًا في التماسك الأمني، وأن الحفاظ على هذا النموذج أولوية قصوى.

كما حذرت السلطة المحلية من محاولات استغلال الظروف الحالية لإحداث شرخ في وحدة المجتمع أو فرض واقع جديد بقوة السلاح، والتأكيد على شرعية الدولة كإطار وحيد للأمن.

وفي ذات السياق شدد البيان على ضرورة الالتزام بمؤسسات الدولة الشرعية وعدم السماح بأي تشكيلات موازية أو قوى خارجة عن الأطر النظامية، باعتبار ذلك المدخل الأخطر لتدهور الأوضاع وإعادة إنتاج سيناريوهات شهدتها محافظات أخرى.

مسؤولية مضاعفة في ظل غياب المركز:

ويرى مراقبون أن الخطاب الرسمي حمل في طياته دلالة واضحة على أن حضرموت وجدت نفسها في مقدمة المواجهة مع التحديات الأمنية، في وقت تُسجَّل فيه ملاحظات حول قصور الدور المركزي في دعم جهود احتواء التوتر.

وتتعامل السلطة المحلية مع هذا الواقع باعتباره مسؤولية استباقية، تفرض عليها التحرك لمنع أي فراغ قد تستغله قوى مضادة للأمن.

دعوة للقبائل والفاعلين المحليين:

وجهت السلطة دعوة مباشرة للمشائخ والشخصيات الاعتبارية للقيام بدورهم الوطني في الحفاظ على التماسك الاجتماعي، باعتبارهم أحد أهم عوامل تحصين المحافظة ومنع الانزلاق نحو صراع داخلي.

دعم التحالف ثابت.. لكن القرار الأمني يجب أن يبقى بيد الدولة:

على الرغم من الإشادة بدور التحالف العربي في دعم الأمن والاستقرار، أكد البيان أن بناء الدولة لا يمكن أن يتحقق دون الالتزام بالمؤسسات الرسمية وبقواعدها.

والمشهد في حضرموت اليوم يعيد التأكيد على أن المحافظة لا تتعامل مع التحديات بردود أفعال متأخرة، بل بتدابير استباقية تضع الحفاظ على السلم الأهلي كأولوية مطلقة.