من هو رئيس الحكومة الذي اختار الكرامة على أن يكون ديكوراً في مشهد سياسي عبثي؟

توفي الدكتور فرج بن غانم رئيس الوزراء الأسبق للجمهورية اليمنية، عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعدما سجّل اسمه كواحد من أنزه الشخصيات السياسية في تاريخ البلاد.
ويُعد بن غانم من القلائل الذين تولوا رئاسة الحكومة اليمنية ورفضوا الاستمرار في منصبهم حين اصطدمت قناعاتهم الوطنية بجدار المصالح السياسية، حيث قدّم استقالته طوعًا عام 1998، في خطوة نادرة تعكس التزامه الأخلاقي والوطني.
وفي تعليقه على رحيل الدكتور فرج كتب الصحفي عبدالرحمن أنيس عبر صفحته في فيسبوك: "رحم الله الدكتور فرج بن غانم، آخر الرجال المحترمين.
السياسي الحضرمي النظيف الذي لم يساوم، ولم يهادن، ولم يقبل أن يكون ديكورًا في مشهد عبثي.
هو أول وآخر رئيس حكومة في تاريخ اليمن - شمالًا وجنوبًا - يقدّم استقالته طوعًا، حين أدرك أن الطريق مسدود، وأن البقاء في المنصب يعني خيانة القيم التي حملها.
استقال بشجاعة عام 1998، وترك منصبه مرفوع الرأس .. تاركًا خلفه درسًا نادرًا في الكرامة السياسية."