ارتفاع الطلب على الذهب يضغط على سوق العملات في اليمن

تترقب أسواق الذهب في اليمن ما يجري من تغيّرات وقرارات وإجراءات نقدية ومالية ومصرفية وتجارية، وانعكاس ذلك على تحسن مفاجئ في صرف العملة المحلية بنسبة تقارب 50%.
يأتي ذلك وسط مخاوف من هذا التغيّر الطارئ الذي كان وقعه مختلفاً لدى قطاع اقتصادي وتجاري ومصرفي كبير، إذ يسود قلق وعدم اطمئنان من وضع سعر الصرف الراهن.
ولاحظت "العربي الجديد"، ارتفاعاً تدريجياً متصاعداً في الطلب تشهده الأسواق المحلية على الذهب، في ظل القيود التي فرضها البنك المركزي على بيع العملة الصعبة، واستمرار انعدام الثقة بالريال.
يقول الخبير الاقتصادي والمالي وحيد الفودعي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك اتجاهاً واضحاً نحو الذهب بوصفه ملاذاً بديلاً في هذه الظروف التي يعيشها اليمن، وفي ظل قرارات وإجراءات واسعة تنعكس على الأسواق المحلية باتجاهات مختلفة.
لكن في نفس الوقت، حسب الفودعي، فإنّ زيادة الطلب على الذهب تؤدي بالمقابل إلى الطلب على الدولار لتمويل استيراده وكذا شرائه؛ إذ يأتي ذلك في الوقت الذي يلاحظ فيه انعدام الثقة بالعملة الوطنية، مشيراً إلى ضرورة العمل على إعادة الثقة بالريال، وذلك بالنظر إلى أن الضغط على الدولار لن يتراجع سواء وُضعت قيود أم لم توضع، وكل ما يمكن تحقيقه في هذه الحالة هو قدر من التنظيم فحسب.
بدوره، يتحدث المحلل الاقتصادي وفيق صالح، عن أهمية القرارات التي اتخذها البنك المركزي في عدن خلال الفترة الماضية، ومنها قرار حظر استخدام العملات الأجنبية في المعاملات التجارية والخدمية والتعاقدات المالية.
ويؤكد صالح لـ"العربي الجديد"، أهميةَ الخطوات المتخذة في إطار الإصلاحات الاقتصادية الشاملة، التي تقوم به الحكومة وإدارة البنك المركزي اليمني في السياسات المالية والنقدية، لتعزيز الثقة بالعملة المحلية واستعادة قيمتها الشرائية، وهو أمر مهم لفرض السياسة النقدية للبنك المركزي اليمني، فعندما تتزايد عملية التداول والتبادلات بالعملات الأجنبية تفقد العملة الوطنية أهميتها، كما تتراجع سلطة إدارة البنك المركزي في السياسة النقدية.
في المقابل، زادت أهمية الذهب كثيراً في اليمن بوصفه ملاذاً آمناً للمستثمرين والتجار والمدخرات، متأثراً بعوامل محلية عديدة تعود للوضع الاقتصادي المتدهور والانهيار الذي حصل خلال الفترات الماضية في سعر صرف الريال اليمني، إضافة إلى المضاربة بالعملة، والاضطرابات السياسية الناتجة عن النزاع المحلي. وسجلت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً في اليمن، ولم تشهد أي تغيّر كبير في الفئات الرئيسية، وسط توقعات بتغيّر قد يحصل خلال الأيام القليلة القادمة بالنظر إلى الأوضاع والتغيّرات في السوق المصرفية وشحة الدولار والعملات الصعبة.
وبلغ سعر غرام الذهب عيار 21 في مدينة عدن، عند الشراء نحو 150 ألف ريال، في حين يختلف ذلك عن سعر البيع الذي وصل إلى 200 ألف ريال، فيما سجلت أسعار الذهب عيار 18 نحو 131 ألف ريال للشراء، وحوالى 132 ألف ريال للبيع، ووصل جنية الذهب إلى نحو 347 ألف ريال.
وفي صنعاء، بلغ سعر شراء غرام الذهب عيار 21 نحو 49 ألف ريال، ووصل سعر البيع إلى حوالى 50 - 51 ألف ريال (الدولار = نحو 535 ريالاً في صنعاء ونحو 1630 في عدن).
في السياق، يقول الصائغ ياسين الحيدري، لـ"العربي الجديد"، إن زيادة الطلب على الذهب، أو في حال تصاعدت مستجدات كبيرة في البورصات العالمية، سيؤدي إلى حصول ارتباك في عملية تداول المعدن الأصفر تدفع للتريث لبعض الوقت في بيع المشغولات، مع استمرار عمليات الشراء والتبديل على نحوٍ طبيعي دون أن تشملها أيّ إجراءات طارئة.
وتنشط تجارة الذهب على نحوٍ لافت في اليمن خلال لا في فترات محدّدة فحسب مثل موسم الأعراس، واضطراب العملة، ومستجدات الأحداث على المستوى المحلي والإقليمي، بل تعتبر تجارة مزدهرة منذ نحو 10 سنوات على وجه التحديد في ظل توجه كثير من التجار ورجال الأعمال للاستثمار في الذهب بوصفه ملاذاً أمناً بالنظر إلى تأثير الصراع على مختلف الأنشطة الاقتصادية، وهجرة رؤوس الأموال.