4 أسباب تمنع شن أمريكا حربا عسكرية ضد الحوثيين
سرد الكاتب اليمني والأستاذ المشارك في جامعة غراند فالي ستيت بأميركا، الدكتور جمال قاسم، 4 أسباب تمنع الولايات المتحدة من شهن عملية عسكرية ضد مليشيات الحوثي التابعة لإيران، على الرغم من تسارع الأحداث في منطقة البحر الأحمر.
وفي مقال للدكتور جمال قاسم فإنه يبقى احتمال الهجوم الأميركي -عبر تحالف "حارس الازدهار" نحو أهداف عسكرية للحوثيين - احتمالًا بعيدًا؛ نسبةً للأسباب التالية:
أولًا: لا يرغب كل من الحوثيين والإيرانيين والأميركيين في مواجهة عسكرية ضد بعضهم بعضًا، إذ استفادت إيران كثيرًا من التدخل العسكري الأميركي في منطقة الشرق الأوسط – وخصوصًا في حربها ضد العراق- لتقوية نفوذها في المنطقة العربية، بدءًا من العراق، ثم سوريا، واليمن بعد الربيع العربي.
ثانيًا: تقتضي المصلحة السياسية الخاصة للرئيس بايدن، خفض وتيرة الحرب الدائرة في غزة، وتجنُّب تصعيد النزاع خارج فلسطين؛ نتيجةً لحدة الضغوط الدولية، والضغط الشعبي خاصةً في أوساط الناخبين الشباب في الحزب الديمقراطي الأميركي، مما يُهدِّد فرص إعادة انتخاب الرئيس الأميركي سنة 2024م.
ثالثًا: لن تستطيع الولايات المتحدة غزو بلد يشبه كثيرًا دولة أفغانستان في تضاريسه الجغرافية، وتركيبته الاجتماعية، وتاريخه السياسي، حيث ظلّ اليمن- خاصة الشطر الشمالي الذي تسيطر مليشيات الحوثي على معظمه - عصيًا على الدوام، على القوى الغربية الاستعمارية، ومحافظًا على هُويته الإسلامية الثقافية.
أخيرًا؛ سيخسر الحوثيون كثيرًا من المواجهة العسكرية المباشرة ضد الولايات المتحدة الأميركية، في وقت استفادوا فيه كثيرًا من الوضع الحالي، حيث يستطيعون الحصول على المزيد من التنازلات من الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس العليمي.
ويرى الكاتب أن الشرعية اليمنية "لا تستطيع التنديد علانيةً بهجمات الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية التجارية في البحر الأحمر، كما لا تستطيع أيضًا في الوقت نفسه أن تبارك للحوثيين جرأتهم العسكرية ومناصرتهم إخوانهم في غزة".
ويضيف : "ولكن لن يجد الرئيس الأميركي بايدن خيارًا آخرَ غير توجيه ضربات جوية ضد مواقع عسكرية حوثية في اليمن في حال تعرُّض جنوده وبوارجه البحرية في البحر الأحمر لهجوم عسكري مباشر، الأمر الذي تدركه جيدًا كلٌّ من إيران وجماعة الحوثي، وتسعيان حثيثًا لتجنبه".
ويستدرك في ختام المقال: "ولكن يظل حدوث خطأ عسكري- في خضم هذه الحرب في البحر الأحمر- أمرًا محتملًا مما قد يشعل فتيل الأزمة مجددًا في اليمن، الأمر الذي لا يرغب أي طرف حاليًا في إشعاله".