السلام.. أمنية كل عام!

السلام.. أمنية كل عام!

دنيا الخامري

تسعة أعوامٌ مضت وما زلنا نعيش في دوامة الحرب والصراعات اللامتناهية التي عكست الطموح والآمال بنقل البلاد إلى مرحلة مستدامة من السلام والأمن والاستقرار.. الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران كان ولا زال أهم عائق حال بين تحقيق ذلك يليها الانقلابات والمشاكل التي تخوضها الحكومة في محاربة الأزمات تلو الأخرى لاستعادة الدولة وتحرير الوطن والانتقال نحو تحقيق الخطوة الأولى لبناء اليمن الاتحادي الجديد الذي تأملنا فيه طويلاً ونرتجي منه الكثير كونه محصلة لثورة شعبية أرادت التغيير ومعالجة الاختلالات السابقة بتحقيق العدالة الاجتماعية كمبدأ قائم على الحرية وكحق انساني لا غبار عليه ولا تحيز.. 

لكن جميعنا يعلم بأن ذلك لن يتحقق حتى تنتهي الحرب تماماً ونتخلص من تداعياتها ونستعيد سلطة الدولة والسيادة التامة ممن انقلبوا على الشرعية ومشروعيتها..

مؤتمر الحوار يظل المشروع الوطني المتفق والمتوافق عليه وتنفيذ مخرجاته هو المخرج الوحيد لتلبية طموحات الشعب المحب لهذا الوطن والمنتمي لترابه.. لهذا تحتاج هذه المرحلة الحالية إلى تفاهمات جادة لا مبادرات دولية مفروضة علينا ونحتاج إلى جسر تواصل بين كافة القوى السياسية والأحزاب والمكونات الأخرى يعيدنا إلى نقطة البداية ويصل بنا إلى مرفئ السلام.. ونحتاج إلى رفع مستوى الوعي وإثبات أهمية تفعيل مؤسسات الإعلام بكافة وسائلها المرئية والمقروءة والمسموعة والابتعاد عن الأنانية المفرطة والمشاريع الصغيرة والمتاجرين بالأوطان!

جوهر اليمن الاتحادي وهدفه يكمن في بناء الإنسان وتحقيق الكرامة والمواطنة المتساوية وهذا هو جوهر التحدي الحقيقي للأجيال الحالية والقادمة بما فيهم القوى السياسية.. فعوضاً عن إزهاق المزيد من الأرواح والاحتراب فيما بيننا، علينا إيجاد حلول وتقديم تنازلات لحلحلة هذا الوضع والخروج بالبلاد إلى بر الأمان بما يفيد الوطن والمواطن.. وأمنياتي هي أن ندخل العام الجديد بسلام حقيقي ومستدام، عام تتبدل فيه أحوال اليمن وأهله إلى أحسن حال. فيا ترى هل تنتهي الحرب هذا العام بسلام مستدام؟!