الصين تستعد للسيطرة على أصول النفط الجنوبية الرئيسية
تواصل الصين تنفيذ مشروعها النفطي الاستراتيجي في الناصرية، وهي منطقة حيوية للطاقة في العراق، حيث تضم بعض أكبر حقول النفط والغاز في البلاد وتقع بالقرب من ميناء الفاو الرئيسي للتصدير في البصرة.
وبحسب وزارة التخطيط العراقية، فإن الصين أنجزت أكثر من نصف عملية بناء أكبر مرفق لتخزين النفط الخام في العراق، والذي سيكون محورًا لتخزين ونقل ملايين البراميل من النفط الخام إلى الأسواق المحلية والدولية.
ويعد هذا المشروع جزءًا من "الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين"، وهي اتفاقية شاملة تشمل العديد من المشاريع غير النفطية في مجالات البنية التحتية والطاقة والتجارة والاستثمار.
وتهدف الصين من خلال هذه الاتفاقية إلى تعزيز دورها كشريك استراتيجي للعراق وتأمين إمدادات النفط الضرورية لاقتصادها المتنامي.
وتمتلك الصين حصصًا في عدة حقول نفطية كبيرة في محافظة ذي قار، حيث يقع مشروع الناصرية، مثل حقل الغراف، الذي يحتوي على 1.3 مليار برميل من الاحتياطيات، وحقل غرب القرنة 1، الذي تولت شركة بتروتشاينا الصينية دور المطور الرئيسي فيه بعد انسحاب شركة إكسون موبيل الأمريكية، وحقل نهر بن عمر، الذي تم ترسية عقد لتطويره على شركة تابعة لبتروتشاينا.
ويعد حقل الناصرية النفطي، الذي يضم 4.36 مليار برميل من الاحتياطيات، أحد أهداف الصين الرئيسية في العراق.
وتسعى الصين من خلال توسيع نفوذها النفطي في جنوب العراق إلى تحويل العراق إلى دولة عميلة، كما فعلت مع إيران، وإنشاء محطة نفط وغاز عملاقة لها في الشرق الأوسط، والتي يمكن استخدامها أيضًا لأغراض الضغط الجيوسياسي ضد الولايات المتحدة.
وتعتبر الصين أن العراق مصدرًا مهمًا للنفط الرخيص والموثوق، وخاصة في ظل التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.