شيء من عادات رمضان في دوعن 

شيء من عادات رمضان في دوعن 

يوسف باسنبل

لشهر رمضان في وادي دوعن مثل باقي المناطق في الوطن عادات رمضانية خاصة اختفى أغلبها مع مرور الوقت وصارت ذكريات تحكى من الآباء للأبناء وإن بقي القليل يمارسها البعض وتختلف من منطقة لأخرى وغالبا ما ترتبط ارتباطا بالشعائر الدينية وكذا الآكلات الرمضانية .

ويحكي الأستاذ أحمد قنيوي في مقال  سابق له عن رؤية هلال رمضان في دوعن أنه يخرج القاضي ومساعديه وبعض من الأعيان في ليلة الرؤية ، ويتمركزون في مناطق مفتوحة لا تسدها الجبال لمشاهدة الهلال، وكان الهلال يستهل من مدينة الهجرين لعلوّها وارتفاعها وفي بعض المناطق يتم رؤية الهلال بواسطة "الجروب" المملوءة بالماء يتم وضعها على الأرض لينعكس منظر الهلال على الماء , وحيث أنه لم تكن هناك أي مواصلات واتصالات سريعة كما هي الحال اليوم إذ كانت هناك عادات وتقاليد يتبعها الناس لإيصال المعلومات فيما بينهم, فعند إثبات الهلال عند القاضي وتثبيته من الحاكم ترسل الرسل إلى أعيان القرى لإخبارهم بذلك, أما اليوم فقد اندثرت هذه العادة وأصبح الكل يتابعها عبر الإذاعة والتلفزيون .

وفي اليوم الأول من شهر رمضان تذبح الذبائح من قبل القادرين عليها ولازالت هذه العادة لدى البعض تمارس لطبخها مع شوربة رمضان , و يبدأ الأقارب من اليوم الخامس في زيارة بعضهم البعض داخل المنطقة الواحدة وتبادل الزيارات بين أبناء القرية رجال ونساء في أمسيات رمضانية ومن ثم الانتقال لزيارة الأقارب في المناطق الأخرى وتسمى هذه الزيارة بالمشاهرة ، لتقديم التهاني بالشهر الكريم وتكاد تكون شبة منقرضة أيضا ، ويتم إعداد المساجد لاستقبال ضيوف الرحمن من خلال توفير الأجواء الروحانية حيث يحرص الأغلبية على قضاء أوقات اليوم في المساجد ، وتتميز المساجد بأن يجتمع أبناء القرية على مائدة إفطار يومية يتعاون الجميع في تحضيرها طيلة أيام الشهرالفضيل.

ختايم رمضان والطعيمة :

ومن العادات الرمضانية التي لازال الحرص عليها في دوعن ختايم المساجد في رمضان التي تقام بعد صلاة التراويح في الليالي الوترية ويجتمع إليها الصغير والكبير و كل أهل القرية في ذلك المسجد – والآن بدأت تنقرض من بعض المساجد - ويقرؤون ختم القرآن ودعوات وابتهالات والقوافي والمدح وهو أبيات شعر في مدح الرسول الكريم وتوزع الحلويات والبسكويت على الحضور ويحرص الجميع على حضور الختم الذي يقام في ليلة السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين وغالبا ما تكون في السجد الجامع .

وفي صباح يوم السادس والعشرين (26) من شهر رمضان من كل سنه تقام عادة الطعيمة ، وتسمى في بعض مناطق دوعن مثل الهجرين ( القلية بكسر اللام) وهي عادة معروفة ومشهورة لدى الكبير والصغير حيث يلبس الأطفال في هذا اليوم يلبسون الملابس الجديدة و الجميلة ويقومون بزيارة البيوت داخل القرية يرددون أهازيج للحصول على الجعالة من كبار السن الذين ينتظرونهم عند أبواب البيوت لتحكي لنا مدى المحبة والألفة التي كان يعيشها أجدادنا وفرحتهم بلقاء الصغار ومن أهم ما يرددوه الأطفال :
شيء طعيمة جديدة *** وإلاّ كسرنا الحديدة 
شيء طعيمة كعاك *** وإلاّ كسرنا المحراك 
ولاتزال موجودة في بعض المناطق منها الخريبة ولجرات والجحي والدوفة وحوفة وتولبة .

مأكولات رمضان :
يتميز شهر رمضان بمأكولاته الخاصة التي تباع بشكل يومي في سوقه الخريبة بوادي دوعن الأيمن منذ ساعات الظهيرة ويتوافد إليه أبناء دوعن لشراء ( السمامبوسة ) والكنافة وجميع أنواع المعجنات والمقليات إضافة إلى مايتم عمله في البيوت وتقديمها إلى مائدة الإفطار في بعض المساجد .

سحورك ياصائم :
في السابق كان المفلّح أو مايسمى بالمسحراتي يتجول في بعض المناطق قبل السحور لإيقاظهم لعمل السحور وتجهيزه مناديا بأعلى صوته ( سحورك ياصائم ) وفي مناطق أخرى كان يتم استخدام مكبرات الصوت في المساجد قبل أذان الفجر بحوالي ساعة في عادة تسمى الترحيم يرددون هذا الدعاء (( ياأرحم الراحمين ارحمنا وارحم والدينا وارحم معلمينا وارحم جميع المسلمين وعافنا واعف عنا واسترنا واجبرنا ومن عذابك يا ربي أجرنا وعلى الإسلام والإيمان أمتنا يا حي يا قيوم )) ولازال بعض المؤذنين إلى يومنا هذا يرحمون . 

إحياء ليلة العيد
تسمى هذه الليلة ليلة ( الإحياء ) حيث تُحيى بالذكر والتهليل والتسبيح وقراءة القرآن في المساجد من بعد بعد منتصف الليل حتى وقت صلاة الفجر وتنظيف المساجد وتهيئتها لاستقبال المصلين لأداء صلاة العيد في مسجد الجامع وإن ظهرت اليوم مصليات العيد لكن يبقى لصلاة العيد في الجامع رونقها الخاص ويصطف المصلون بعد أداء صلاة وخطبتي العيد للسلام على بعضهم وتبادل التهاني .