تعطل الأقلام وصمت الفصول.. إضراب معلمي حضرموت يهدد مستقبل جيل
زايد بارشيد
بينما تتصاعد أصوات الأطفال في ساحات المدن هناك صدى الصمت يخيم على فصول محافظة حضرموت حيث ترقد الأقلام نائمة وتظل السبورات خاوية في يومها الأول الذي يفترض أن يكون بداية حلم تعليمي جديد، استقبلت المدارس أبوابها موصدة فالمعلمون والطلاب على حد سواء قد غابوا وتركوا وراءهم صدى أسئلة معلقة في الهواء.
المشهد في حضرموت ليس إلا فصلاً من رواية أكبر إذ يواصل المعلمون إضرابهم الشامل، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية في قصة معركة تتجدد فصولها مع كل شروق.. "نحن لا نطالب إلا بحقوقنا لنواصل بناء مستقبل هذه الجيل" هكذا يقول أحد المعلمين وفي عينيه بريق الأمل والإصرار.
أولياء الأمور في حالة من القلق المتزايد يتحدثون بلهفة عن مخاوفهم: "ما الذي ينتظر أبناءنا؟ هل نحن نشهد ضياع جيل بأكمله بين ثنايا الإضرابات؟".. تلك الأسئلة لا تجد طريقها إلى إجابات، بينما تدق الساعات تذكيراً بمرور الوقت الثمين.
في ظل هذه الظروف تبزغ الذكريات عن قادة تربويين سابقين كالأستاذ القدير جمال سالم عبدون الذي كان يُعتبر مثالاً للقيادة التي لا تتزعزع.. تحت إدارته لم تكن المدارس يومًا خاوية وكانت الأقلام ترقص فوق الورق بلا توقف.. تُرى، هل ستجد حضرموت قائدًا جديدًا يُعيد لها مجدها التعليمي؟
وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟ ومتى ستجد الحكومة حلولًا جذرية تُنهي الأزمة الراهنة وتعيد المعلمين إلى فصولهم الدراسية والطلاب إلى مقاعد العلم؟ هذا ما ينتظره الجميع بفارغ الصبر.