هيكلة الحلف بين المعارضين والمؤيدين!!!
بقلم : م .لطفي بن سعدون الصيعري
برز اسم حلف قبائل حضرموت خلال المرحلة الحالية بقوة ، نتيجة للأحداث التي ،ظهرت في الساحة الحضرمية، اثر الخلاف البسيط الذي نشب ببن المحافظ بن ماضي والوكيل أول بن حبريش، على إدارة السلطة والموارد في حضرموت، وتمركز المقدم بن حبريش في الهضبة وحشد انصاره هناك وإقامة نقاطه القبلية في الهضبة وشرق وغرب حضرموت لمحاولة الضغط على السلطة المحلية ومركز الشرعية لتحقيق مطالب حضرموت وحقوقها المشروعة حسب رؤيتهم.
كما برز نتيجة لذلك لغط كبير لدى النخب السياسية والفكرية و القبلية والمدنية والدينية، حول أحقية بن حبريش في إتخاذ قرار السلم والحرب في حضرموت نيابة عن حلف قبائل حضرموت وانقسموا إلى فريقين بين مؤيد ومعارض.
فالمؤيدون ينطلقون من أن المقدم بن حبريش وقبيلة الحموم قد لعبت الدور الصدامي وبمساندة كل قبائل حضرموت وقواها المدنية ضد قوات الاحتلال اليمني خلال المواجهات العسكرية والسلمية للهبة الحضرمية الأولى في ديسمبر ٢٠١٣م، وأن بن حبريش يمتلك كاريزما قيادية وحشد قبلي أفضل من غيره من القيادات الحضرمية القبلية.
اما المعارضون فينطلقون من أن قرار السلم والحرب لايمكن أن يتفرد به شخص اوقبيلة دون غيرها لان حضرموت أكبر من أن تدار بصورة فردية وأن هذا شان استراتيجي لحضرموت كافة والقرار يجب أن يكون جماعيا، كما ان القرار المتخذ بالإجماع عند تأسيس حلف قبائل حضرموت لتعيين الشهيد سعد بن حبريش اول رئيس للحلف كان مشروطا بان تكون الرئاسة دورية كل ستة أشهر .
ولكوننا شاهدين على أحداث اليوم التأسيسي لحلف قبائل حضرموت، ونحن من قرأ البيان الختامي التأسيسي للحلف في ٧ يوليو ٢٠٢٣م ، ومن وضع مقترح أن تكون رئاسة الحلف في ذلك اليوم التاريخي بيد الشهيد سعد، كون قبيلته الحموم هي من استضافت المؤتمر التأسيسي للحلف وأن تكون الرئاسة دورية كل ستة أشهر ، لكل ذلك وللتاريخ فإننا نوضح الحقائق التالية:
١)كان الاتفاق على أن يعين اثنين من حكمان طائلة القبائل الكبري ومقدم من القبائل الأقل كثافة واثنين من مثقفي القبائل الكبرى وواحد من القبائل الصغرى في الأمانة العامة.
٢)خلال إللقاء التشاوري للمقادمة قبل الغداء لم يتم التوصل لتحديد اسماء المندوبين، بسبب الاختلاف على تحديد من هي قبائل الطائلة وارجئ حسم الموضوع في لقاء آخر.
٣)بعد الغداء تم تكليف ممثلين من مثقفي كل القبائل، لإعداد البيان الختامي وتم إعداده وكلفت انا بقراءته في جلسة العصر.
٤) تشاورت انا والأستاذ سعود الشنيني، على أن نضع مقترح رئيس للحلف هو الشهيد سعد بن حبريش كون الحموم من استضافت المؤتمر التأسيسي، وأن تكون دورية كل ستة أشهر، بين مقادمة الطائلة ثم القبائل الأصغر ، وذلك تلافيا للخطأ الذي وقعنا فيه في مؤتمر (عين ون ) بعدم تعيين الرئيس وذهاب كل جهودنا سدى ، وفعلا طرحت المقترح بعد البيان مباشرة وتمت الموافقة بالإجماع ولازلنا محتفظين بوثائق فيديو لذلك اليوم التاريخي.
٥) انطلقنا في مقترح الرئاسة الدورية للحلف من الأعراف القبيلة السائدة في حضرموت، وعدم خضوع اي قبيلة حضرمية لسلطة أي قبيلة اخرى ، وبهذا يقتنع الكل بالمقترح لان كل قبيلة ستستلم الرئاسة دوريا، وهذا يرضي كبرياء كل قبيلة .
٦) للأسف تسارعت الاحداث واستشهد اول رئيس للحلف رحمة الله، وتم تعيين المقدم عمرو بدلا عنه، ثم جاءت أحداث الهبة الأولى في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣م وما أعقبها من تطورات أدت لتأخير تدوير رئاسة الحلف ، ونتيجة لعدم حدوث ذلك بفترة، تشكلت لجنة هيكلة الحلف برئاسة الشيخ سالم السعدي ، ثم تأسست مرجعية القبائل بالوادي والصحراء برئاسة الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري وهكذا انقسم الحلف إلى كيانين، وبعدها تشكلت كتلة حلف وجامع حضرموت المدعومة من الانتقالي، ثم استمرت الأحداث تترى، ولم يتم تغيير رئاسة الحلف حتى يومنا هذا.
٧) بالرغم من احترامنا وتقديرنا للمقدم عمرو وجهوده في انتزاع حقوق حضرموت ومطالبها المشروعة ، وكذلك دور قبيلة الحموم في ذلك، لكن هناك مقادمة طايلة قبائل حضرموت ، أيضا لهم باع كبير في ذلك مثل الحكم بن ثابت والحكم بن عجاج والحكم بن جربوع والحكم الكثيري والحكم بن رميدان والحكم بارشيد والحكم السيباني والحكم بلعبيد ، والحكم بن يماني وشيخ طايلة يافع والحكم الثعيني والحكم العوبثاني والمناصب العمودي وباوزير والحبايب ال العطاس وغيرهم وغيرهم كثر، لذلك فلنكون منصفين وننطلق من أعراف حضرموت القبلية ، التي لا تسمح لقبيلة ان تتسيد الزعامة على قبيلة اخري، ولكن ان تكون رئاسة الحلف تدويرية لمدة عام فيمكن تقبلها من الآخرين على اعتبار ان الكل سيأتي دوره.
٨) إننا على ثقة بأن المقدم عمرو بن حبريش لن يخرج عن الأعراف القبلية الحضرمية التي ساهم اباؤه واجداده في صياغتها مع كل حكمان و مقادمة حضرموت ، وأصبحت نهجا راسخا لهم لايمكن أن يخرجوا عنه ، كما أنه أكد التزامه بقرار الحلف لتدوير الرئاسة عدة مرات ، وحان الوقت لان يقوم بهذه الخطوة التاريخية، حفاظا على وجود الحلف ووحدته وقوته، التي هي وحدة وقوة حضرموت. وسيظل موقعه محفورا في قلوب ملايين الحضارمة كقائد حضرمي وضع بصماته القوية في التاريخ الحديث لحضرموت، ولازال دوره باقي من خلال رئاسته لمجلس حكماء حلف قبائل حضرموت ، المقترح في هيكل الحلف، و لمؤتمر حضرموت الجامع.