أين عبدون.. حضرموت تفتقد أيقونتها التربوية وعمودها التعليمي

أين عبدون.. حضرموت تفتقد أيقونتها التربوية وعمودها التعليمي

زايد بارشيد


تمتزج أصداء الماضي بنسمات الحاضر يقف اسم الأستاذ جمال سالم عبدون شامخاً كمنارة إرشاد لمستقبل التعليم في هذه الربوع العريقة لم يكن عبدون مجرد معلم ضمن الجموع؛ بل كان مهندساً لرؤية تعليمية نوعية ملبياً نداء الواجب بإخلاص وتفاني لا يلين.
مسيرته التعليمية، التي تتجلى فيها صورة القائد التربوي الفذ انتقلت من أروقة الفصول الدراسية إلى قمة هرم إدارة مكتب الوزارة بساحل حضرموت، حيث بذل جهوداً مضنية لتطوير مكتب التربية والتعليم بفضل إدارته سادت حالة من الاستقرار التعليمي بالساحل، على نقيض من التحديات التي واجهت المحافظات الأخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود علاقة شخصية تربطنا بعبدون، إلا كلمة حق أقوله في هذا الشخص والإعجاب بإرثه التعليمي والإداري يجبرنا على الاعتراف بفقدان حضرموت لهامة قيادية مؤثرة في ساحتها التربوية والتعليمية.. الصدى الذي تركه وراءه لا يزال يتردد في أروقة المدارس والمكاتب شاهداً على تفانيه وإخلاصه لمهمته.
في عهده جمال لم تُترك مدرسة ولا ثانوية ولا مجمعاً مسائياً ولا رياض أطفال إلا وانتعشت بتدخلاته التنموية، هذه التدخلات أفرزت عن مخرجات يُشار لها بالبنان في الأنشطة المنهجية واللامنهجية وحتى في امتحانات الثانوية العامة يكون لحضرموت نصيب الأسد من المراكز المتقدمة وذلك يعود للبيئة المدرسية المهيئة التي أوجدها الأستاذ جمال وفريقه. 
اليوم وقفات احتجاجية يشهدها ساحل حضرموت بسبب عدم صرف الرواتب، وتوقف المدارس قبل شهر رمضان الكريم، تبرز أهمية العودة إلى نهج عبدون في الإدارة والقيادة.. هذه الأزمة تكشف الحاجة الماسة لوجود قادة تربويين وإداريين من طراز فريد يستطيعون التنقل بين الصعاب وتوجيه سفينة التعليم نحو بر الأمان.
لقد كان عبدون، بلا شك، ذلك القائد الذي لم يسع فقط لتحسين نوعية التعليم، بل كان يرسم بخطى واثقة مستقبل ساحل حضرموت التعليمي.. في خضم التحديات الراهنة، يبقى إرثه بمثابة البوصلة التي يجب أن نسترشد بها لضمان مستقبل أفضل لأجيال حضرموت القادمة.