دونكيشوت في #حضرموت

دونكيشوت في #حضرموت


بقلم/ محمد بن ماضي

في ظل الأحداث التي تشهدها حضرموت، يبدو للمراقب ان #حلف_قبائل_حضرموت بات يخوض معارك دونكيشوتية، فعدا انه يقدم مطالب غير واقعية تحت غطاء #حقوق_حضرموت، بينما الأجندات الحقيقية تنحصر في مصالح ضيقة. وبدلاً من تحقيق أي تقدم حقيقي او تدريجي يخدم الإنسان والمجتمع، يعتمد الحلف على مكنة تضليل إعلامي تقدم صورة مغلوطة للواقع.

لعل أفضل مثال هو شخصية "دون كيشوت" من الأدب الإسباني، ذلك الفارس الوهمي الذي اشتهر في رواية ميغيل سيرفانتس. كان يعيش في عالم من الخيال، يتخيل نفسه فارسًا شجاعًا يخوض معارك بطولية، لكنه في الواقع كان على حصانه الهزيل يحارب طواحين الهواء ظنًا منه أنها عمالقة شريرة. ثم يبعث بالرسائل والمكاتيب للإمبراطور والبابا في الفاتيكان ليبشرهم بالنصر المؤزر والفتوحات العظيمة، هذه “المعارك الوهمية” التي خاضها مع طواحين الهواء لم تكن سوى نتيجة أوهامه، ولم تجلب للبلاد أي انتصار حقيقي، بل وضعته في محل سخرية من الجميع.

وهكذا، يفعل حلف قبائل حضرموت "دون كيشوت العصر"، حيث يتبنى معارك عبثية تارة مع قاطرات الجبس الذي يخال له بانه يورانيوم ومعادن ثمينة، وتارة مع قاطرات ديزل كهرباء المواطنين ويخال له بانه سيركع الحكومة بواسطة اطفاء الكهرباء على مواطني المحافظة، وقاطرات اخرى واخرى من معارك الحلف الدونكيشوتية.

تلك العبثية لن تخدم احد ولن تأتي حتى بمصالحه الخاصة، ولكنها تاخذ الحلف وقادته بعيدا عن واقع البلاد وواقع المواطن واحتياجاته الحقيقية. تصعيد الفوضى والترويج للعنف الذي يمارسه (دونكيشوت حضرموت) لم يسهم إلا في زيادة معاناة الشعب وتعميق الأزمة ومضاعفة المعاناة. 

اما الحلول الحقيقية تكمن في الحوار والاستقرار والعمل الجاد لوحدة الصف والموقف، وليس بالسير خلف أوهام ومعارك وصناعة انتصارات وهمية لا طائل منها.