ثنائية التاريخ والسياسة .. جنوب تائه ويمن حالم
ماهر باوزير
ثمة تسريبات هنا وهناك عن تغيير رئيس حكومة ووزراء وهناك إهتمام كبير بنتائج اجتماعات مجلس الرئاسة اليمني المؤقت في الرياض الذي انتهى مساء اليوم والذي ناقش ملفات مكررة بحسب الخبر المعلن رسمياً من قبل إعلام الشرعية إلا أن المستجد هو توافق جميع الأعضاء في المجلس الرئاسي على تمرير مصالح بعضهم البعض في سابقة هي الأولى علنا وعلى حساب المناطق المنتمين لها أو التي يدعون أنهم من يمثلها وذلك من خلال تعيينات و تمرير صفقات لا تخضع لأي مراجعات قانونية قبل الموافقة عليها بضوء اخضر من قيادة التحالف العربي .
أن ما يمر به الجنوب سياسيا هو تجسيد صريح لحالة التوهان المزمن التي لم يتم معالجتها أو على أقل تقدير تشخيصها لوضع معالجات مزمنة للقضاء عليها إلا أن ما حصل هو اغلاق هذا الباب بالشمع الأحمر لكي لا يتسرب منه عقل ناضج يستطيع تحريك المياه الراكدة وانتشال الوطن من حالة الغيبوبة السياسية التي تميز بها من تصدر المشهد السياسي خلال السنوات الماضية توجت بتبعية عمياء للخارج الذي أمعن في إضعاف أتباعه سياسياً من خلال تناقض المواقف والتردد في استغلال فرص الخلاص التي اتيحت خلال الفترة الماضية وتقديم من ينادي برفع السقف الجنوبي عاليا تقديمه قربانا سهلا واضحية سياسية مقابل تعزيز مواقع ومواقف أعداء الجنوب والقضية الجنوبية.
وبالمقابل هناك انتعاش اقتصادي وفتح مطارات و موانئ وتعهدات بدفع مرتبات وغيرها من المكاسب التي تحققت لحكومة صنعاء الحوثية بموافقة ضمنية من الشرعية اليمنية بشقيها وآخرها تصريح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن يوم امس الذي لم يتحدث عن الجنوب أو قضيته العادلة بل اعتبرها جزء من الأزمة اليمنية وبالمقابل وفي تصريحات سابقة الدبلوماسية الإنتقالية التي وصفت القضية الجنوبية بالمشكلة اليمنية وعلى ما يبدو أن الاستحقاقات المقبلة هي الحاسمة لرسم الخارطة النهائية للصراع في اليمن وفق تفاهمات دولية وإقليمية على إدارة الممرات المائية في نقلة نوعية للصراع من محلي إلى دولي بتفاهمات إقليمية الخاسر الأكبر هو من لم يستوعب المتغيرات الاقتصادية القادمة .
وبعيدا عن آمال وطموحات الشارع الجنوبي إلا أن مقدمات الحل السياسي الدولي ليست في صالح الجنوب وقضيته العادلة وإن بدت التسويات بعناوين مرحلية توحي ببعض المكاسب السياسية للجنوب إلا أن المحصلة النهائية هي لصالح باب اليمن .