للتربويين حقوق فاعيدوها

للتربويين حقوق فاعيدوها

صالح الغرابي

بعدما اكتشف العاملون بقطاع التربية والتعليم  أنه لا أحد ينظر لمظلوميتهم التراكمية التي فاقت العقل والمعقول بتدرجها وتدحرجها السريع الذي انعكس هو الآخر سريعاً على معيشتهم ومن يتولون رعايتهم من أسر وهنا ظهر واضح جلي أنه لم يعد للصبر مكان حتى يموتون جوعاً مع أسرهم مع قلة مايأتيهم من رواتب زهيدة لتغطي لهم شيء من متطلبات العيش الكريم في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار قوتهم
وحتى الخيارات التي أمامهم فهي  خيارات قليلة  جداً بل بات أمامهم خيار واحد وحيد فكل الخيارات جربوها ولم تجدي نفعاً ومابقى من خيار  هو التوقف الاطراري عن العمل.. 
وهذا الخيار.. كما نحسن الظن بهم  أنهم اقدموا عليه مكرهين لا فرحين كيف لا وهم لهم أبناء كبقية الناس يدرسون ويريدون لهم مواصلة دراستهم.. 

ولكي ننصفهم بشيء من الصدق أن ما أقدموا عليه من عمل  هو بات لزاماً ولابديل غيره لكي يلقى صداء واسع ويتعاطف كل الناس معهم حتى تحل مشكلتهم وما حل بهم من ظلم لايجب السكوت عنه، بل ندعو الجميع للتضامن معهم فهم منا وفينا وهم من على أيديهم تأتي الكفاءات الإدارية في كل دوائر ومؤسسات الدولة
فمن ينظر بعين الصدق والحياد لما يطالب به التربويين فهو شيء شرعي وقانوني، فكيف نريد منهم مواصلة أعمالهم وهذه الأعمال تزيدهم وجعا على ما بهم وجع لنتعمق أكثر.. هل سيكون المعلم حاضر الذهن ومهيأ نفسه أثناء تدريسه لتلاميذه وهو خرج من بيته ويعلم أن هذا البيت يفتقد لأشياء ضرورية كثيرة ويعرف أن عودته من المدرسة سيكون خالي الوفاض مثلما خرج فاضي سيعود  فاضي.. وهل خطواته ستكون متسارعة مثلما كان في الماضي الجميل الذي مر عليه وهو كان  مرفوع رأسه بكبرياء وشموخ لا يفكر إلا في كيفية ترغيب طلبته في حب الدراسة فهو كان لا يحتاج لشيء آخر إلا اهتمامه بأسرته الأولى البيت والأسرة الثانية المدرسة ومن فيها من طلبه.
و أخيراً هل رغبته للتدريس مثلما كانت في السابق أيام العز أم أنها ستكون مختلفة تماماً هذا المرة وهذا ما هو حاصل بسبب سياسات ظلم التربويين من قبل حكوماتنا المتعاقبة وعدم الاهتمام بهم كبشر لهم في كل دول العالم احترام وتقدير بل خصوصية وامتيازات كثيرة  فهم يعدون منار للعلم والمعرفة، إلا في هذه البلاد دمرناهم واهناهم وبهذلنا بهم ويأتي من الناس السذج والمغفلين من  يطالبهم بمواصلة عملهم، فنطلقها مدوية وبصوت عالي انصفوا التربويين..