صيحات المواطنين تتعالى من المكلا إلى أروقة مجلس القيادة والحكومة
زايد بارشيد
تحت سماء عروسة بحر العرب مدينة المكلا ترقد حكايات اليمن المنسية بين ثنايا الفقر وظلال الأزمة التي لها قرابة العشر سنوات.. تجد نفسها اليوم محاصرة بأغلال الفقدان.. فالصراع الذي مزق نسيجها الاجتماعي لم يترك سوى خيوط الأمل الرفيعة تتدلى بين أصابع أهلها الذين يحلمون بفجرٍ جديد.
في الأسبوع الماضي فقط، انهار الريال اليمني ليدق ناقوس الخطر مجددًا، معلنًا عن تدهور مستمر ينذر بالخطر.. تتراجع قيمته يومًا بعد يوم، بينما ترتفع أسعار الاحتياجات الأساسية في مواجهة رواتب لا تغطي سوى أقل القليل "راتب الموظف لا يساوي قيمة علبة حليب دانو"، جملة تختزل واقع الحياة اليومية لملايين اليمنيين في المناطق المحررة التي تحت قيادة المجلس الرئاسي، حيث تحولت الأساسيات إلى ترف لا يُحصل عليه إلا بمعاناة.
أين هي قيادات هذه البلاد في وقت الأزمات؟ يتساءل البعض عن مكان رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، الذين كانوا يومًا ما واجهة للأمل والإنقاذ.. اليوم هم أشباح في خضم الأزمات، تتوارى صورهم بينما يتفاقم الوضع.. يعيش اليمنيون تحت وطأة النسيان، متسائلين عما إذا كان العالم قد أغمض عينيه وصم أذنيه عن صرخاتهم.
في قلب هذه الأزمة، لا بد من إيقاظ الضمير المحلي لمواجهة هذه الكارثة، الحلول ليست بالأمور المستحيلة، لكنها تتطلب إرادة وتضافرًا للجهود.. من الملح أن تنهض القيادات اليمنية من سباتها وتتقدم صفوف الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لم يعد مقبولًا أن يظل اليمن رهينة للنسيان يجب أن تُسمع صرخات أهله، وأن تُلبى نداءاتهم فلكل فجر ظلامه، ولكن لكل ظلام فجر ينتظر، واليمن تنتظر فجرها بفارغ الصبر.