اليمن.. السلام المشروط
ماهر باوزير
أما آن لهذا الكابوس أن يتبدد وينتهي بعد سنوات من المعاناة والقتل والتعذيب والتنكيل بهذا الشعب الأصيل الصابر المحتسب ؟
ما آن الأوان أن يتخلى أمراء الحرب عن مصالحهم الشخصية سوى منهم الدوليين أو الاقليميين أو المحليين اليمنيين في سلطة الشرعية بشقيها أو الحوثية أو المكونات السياسية اليمنية بمختلف اجنداتها ومشاريعها وتوجهاتها ؟
أصبحت اليمن اليوم في وضع لا يحسد عليه سياسيا و إقتصاديا و حتى اجتماعيا لأسباب عديدة أولها الوصاية وآخرها التسابق على العمالة للاجندات والمشاريع الخارجية على طول وعرض البلد تارة بإسم مكونات سياسية وتارة أخرى باسم جغرافيا جهوية وأخطرها بشعارات إسلامية ظاهرها وباطنها تبعية سياسية عمياء للخارج لا تضع أي أهمية لخطورة ذلك التوجه والعمل على حساب الوطن ومستقبل الأجيال القادمة .
أن تسارع وتيرة مواجهات المصالح الاقتصادية دوليا تلقي بظلالها على المشهد اليمني تحت عنوان الحفاظ على الوضع الأمني في باب المندب والبحر الأحمر والاعتقاد الخاطئ لدى بعض المتداخلين في المشهد أن الوضع سيستمر على ماهو عليه بعد انتقال مركز الصراع في الشرق الأوسط من غزة إلى اليمن بصورة أو بأخرى إلا أن هناك لاعبين دوليين لهم كلمتهم في إعادة ترتيب المشهد الجيواستراتيجي في افريقيا وبدون مقدمات أعلن عن إمكانية حصول إثيوبيا على ممر مائي على البحر الأحمر مقابل اعترافها باستقلال أحد أقاليم الصومال و رد الفعل العنيف من قبل الصومال عبر تصريحات للرئيس الصومالي ما يؤشر أن قواعد اللعبة قابلة للتغيير والأرجح أنها ليست في صالح اليمن ما يعزز مضاعفة المعاناة وعدم ايجاد حلول ناجعة للخروج من مستنقع الصراع المائي على المدى القريب إلا في حالة واحدة فقط وهي إعادة تقسيم اليمن إلى ثلاث دول وهو غير متاح حاليا بسبب عدم توافق اللاعبين الدوليين على ملفات اخرى لاتزال خلافاتها ساخنة وتحتاج بعض الوقت حتى تبرد سياسيا وتنصح إقتصاديا ويتم التوافق على توزيع الأدوار بينهم بما يحقق لكل طرف الحد الأدنى من مصالحه الاقتصادية مثلما حصل في أفغانستان ومناطق صراع أخرى .
وبالعودة لبعض تفاصيل لعبة الأربعة الكبار وعودة بريطانيا للمشهد السياسي في المنطقة عبر وزير خارجيتها الجديد و رئيس الوزراء الأسبق هناك مقدمات لتغيير المشهد في العاصمة المؤقتة عدن وظهور لاعبين محليين آخرين ليتصدروا المشهد السياسي وتعطى لهم مساحة أكبر من القبول الدولي لتمرير أجندات دولية بتنسيق بريطاني متفق مع الدول الكبرى والحفاظ على إستقرار مناطق الثروات وتحسين أوضاعها على حساب مناطق الكثافة السكانية قليلة الثروات وهنا تظهر أهمية المحافظات الجنوبية ودورها المحوري في المشهد القادم مع الأخذ بعين الإعتبار توازنات مشروطة ودقيقة في ترتيب الوضع النهائي للمشهد السياسي اليمني بشكل عام .