من ينقذ ضحايا جرائم التسول المنظم؟!
مطيع بامزاحم
الطفلان، والعجوز المقعدة على الكرسي المتحرك، والمرأة التي تجلس بجوارها، من يظهرون امامك في الصورة المرفقة، يبدوا أنهم من ضحايا "جرائم التسول المنظم"، والا لما خاطروا بوضع أنفسهم في بقايا #جسر_غرير الارضي المدمر منذ سنوات عجاف خلت، والذي عجزت السلطات المتعاقبة عن إصلاحه، ولو من حساب بلايين ضريبة سوق القات القريب المنه، ويبدوا كذلك من لهجتهم واشكالهم انهم من شريحة "#المهمشين"، الذين تزايدت اعدادهم في مدينة #المكلا وفي #حضرموت عامة، منذ اندلاع الحرب في عدن والحديدة وغيرهما سنة 2015م وحتى هذه اللحظة!!.
هؤلاء وغيرهم، يداومون بالساعات، من قبل الظهيرة إلى ما بعد العصر، تحت الشمس الحارقة ووسط الغبار الخانق وفي ظروف سيئة وخطيرة غالبا، كل ايام الأسبوع دون توقف، حتى في الجُمع والإجازات والاعياد، تحدتث مع المرأة الشابة عن ضرورة ابعاد الاطفال من وسط خط سير السيارات على الأقل، فأجسادهم الصغيرة والنحلية جدا، قد لايراها سائق مركبة صغيرة فكيف بالكبيرة، واروحاهم لن تقوى على مقاومة ابسط حادث دهس #لاسمح_الله، فردت عليّا بلسان طويل كما يقال في لهجتنا العامية، تشعر في نبرتها بالثقة التامة وعدم الاكتراث والقلق، ويتأكد لك بأن هناك من يقف خلفها ويسند ما أجبرت عليه وماتقوم به أو تشرف على انضابطه!!.
نعم .. هناك خلق كُثر في فاقة وعوز وفقر مدعق، لم تشهد بلادنا له مثيل منذ عقود خلت، ويطرون لسؤال الناس والبحث عما يشبع بطونهم الفارغة الا من الماء، ويطعم افواه صغارهم المتضورين من الجوع، ويستر من يعولون ويرعون عن طريق "التسول"، في ظل الفشل الذريع والمخزي والكارثي للحكومات اليمنية المتعاقبة وعلى رأسها حكومة #معين_عبدالملك و #المجلس_الرئاسي والمكونات المسيطرة عسكريا وايراديا على المحافظات و #مجلس_النواب المنتهية صلاحية وحتى #التحالف_العربي بقضه وقضيضه ونفطه وملاينيه، جميعهم عجزوا عن إيقاف انهيار العملة واصلاح الوضع الاقتصادي وانقاذ ملايين البشر الذين أصبحوا تحت خط الفقر، لكننا نلاحظ بأن هناك من يستغل هذه الظروف القاسية بشكل منظم ومدروس، يبرز ذلك من خلال جلب اطفال ونساء من خارج حضرموت وتوزيعهم في مواقع معينة ولساعات محددة، وانتظامهم في الحضور والمغادرة والاسلوب المتبع عند الاستعطاف، ويستمر الوضع على ماهو عليه لأشهر أو لسنوات، ويلاحظ كل مار بسيارته في الطريق، وكل قاضيٍ لحاجته في محل او مطعم او نزهة وحتى مسجد وفندق وحديقة، والقائمة تطول وتصول وتجول، كما يفعل ضحايا هذه الجرائم المتفشية بالضبط!!.
اتذكر اني كتب في شهر أغسطس 2021م، مقالا بعنوان "ضحايا جرائم التسول المنظم" تناولت فيه بشكل مفصل وحسب مشاهداتي مظاهر هذه الجريمة القذرة، التي تستغل الاطفال والنساء، وكان حينها لافتا التزايد المطرد في اعداد الاطفال القادمين من المحافظات الشمالية والنساء اللواتي يطلق عليهن السوريات، ووجهنا حينها رسالة عاجلة للغاية الى "الجهات المعنية في قيادة #السلطة_المحلية في حضرموت بشكل عام والمدن الرئيسية بشكل خاص ومختلف الأجهزة الأمنية والقانونية والإدارية وكذا الجهات المهتمة بقضايا النزوح واللجوء و #حقوق_الإنسان ورصد ومتابعة الانتهاكات ضد #الطفل و #المرأة، بأن يقوموا بدورهم في هذا الملف الخطير والمتفاقم، وأن يبحثوا عن رؤوس وعناصر العصابات التي تقف خلف هذه الجريمة المنظمة بحق اطفال ونساء لاحول لهم ولاقوة"، لكن للأسف الشديد لا أحد يهتم!!.