إنكسر المشروع الحضرمي... ولكنه قادم بقوة لا محالة!!!

إنكسر المشروع الحضرمي... ولكنه قادم بقوة لا محالة!!!

 م. لطفي بن سعدون.

لم يدر في خلد ملايين الحضارمة في الداخل والمهجر، ان تنتهي كل أحلامهم وطموحاتهم ،إلى هذا الفشل الذريع،
 في توحيد المكونات والنخب الحضرمية المستقلة،  وخلق الحامل السياسي الموحد للقضية والمظلومية  الحضرمية  . فلقد عايشوا امالهم، تقترب بقوة من التحقق على الواقع ، من خلال مايرونه من مشاورات حضرمية جادة في نسختها الأولى في الرياض، وبرعاية كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين ،  وخاصة بعد إشهار مجلس حضرموت الوطني ووثيقته السياسية والحقوقية،  وتوقيع ميثاق الشرف ، التي حددت رؤية وبرنامج عمل المجلس وضوابط ومحاور واليات التحضيرات لعقد المؤتمر التأسيسي للمجلس وحددت فترة انعقاده خلال شهرين من إشهار المجلس.
وبالرغم من بروز بعض الخلافات لتحديد رئاسة المجلس، الا انه تم التغلب على هذه الإشكالية بتأجيل ذلك حتى انعقاد المؤتمر التأسيسي. الا ان هذه المعضلة للأسف الشديد ظلت هي الهاجس الرئيسي والشغل الشاغل للقيادات الحضرمية المشاركة، وتسابق الجميع على استحواذها،  من منطلقات أنانية شخصية وحزبية ومناطقية وقبلية، دون مراعاة للمصلحة العامة الحضرمية، ولتطلعات واحلام ملايين الحضارمة. وللأسف خلال المشاورات الثانية ، فقد تمترست معظم القيادات والمكونات على مواقفها، وسعت بكل قوتها لتهيئة الظروف للسيطرة القيادية والقاعدية على المجلس. وتم لهم ذلك لاحقا دون مراعاة لأي توافق، بل ووصل الأمر لممارسة أفعال مشينة ، من إزاحة المعارضين ، وخاصة من ذوي الميول الحضرمية المستقلة، الرافضين لتبعية الشمال والجنوب، وتخوينهم والدس والوقيعة بهم لدى المضيفين.
ولقد كانت المشاورات الأولى اكثر نجاحا، بالرغم انها استمرت شهرا واحدا، وكان الجميع متلاحمين ، وأن برزت بعض الخلافات البسيطة، لكن الاتجاه العام كان وحدة رؤى كل المشاركين، وتغليب التوافق على أية انانيات شخصية او سياسية. و توجت هذه المشاورات بمخرجات إيجابية كما أشرنا إليها سابقا .
ثم لحقتها المشاورات الحضرمية الثانية، التي ضمت بعض المؤسسين الاوائل، واستثنت اخرين وضمت مؤسسين جدد، والتي استمرت مايقارب من (٣ أشهر) منذ نهاية أغسطس وحتى نهاية نوفمبر ، وللأسف فشلت في تحقيق اي تقدم، في الدعوة لعقد المؤتمر التأسيسي للمجلس، ولم تحقق أي انجاز يذكر، فيما عدى تشكيل هيئة رئاسة للمجلس بعدد (٢٣ عضوا) بصورة مستعجلة، ودون مصادقة عليها  من كل المؤسسين المسجلين،  ناهيك عن المؤتمر التأسيسي او كونغرس للمجلس، وبدون انتخاب الرئيس والامانة العامة وتوزيع المهام. ومنذ اعلان هيئة الرئاسة وحتى يومنا هذا ، وضع المجلس في الثلاجة ولم يظهر له أي نشاط،  حتى ولو اعلاميا. وهذا امر طبيعي لغياب قيادة تنفيذية لهيئة الرئاسة، فأي قطيع بحاجة لراعي.
وللأسف الشديد فقد تعرض المشروع الحضرمي الجاد للفشل،  وأصيب الحضارمة بصدمة كبيرة وإحباط نفسي. وتتحمل كل القيادات الحضرمية مسؤولية هذا الفشل إلى يوم الدين. ولكننا بالمقابل نقول ان قطار حضرموت قد تحرك ، ولن يتوقف حتى بلوغ محطته الأخيرة ، المتمثل في تحقيق الاستقلال الحضرمي  والسيطرة على الأرض والثروة ، والشراكة العادلة والندية ورفض التبعية للشمال وللجنوب.
وحتما لابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر!!!