بن قحطان وقصته مع (يانود نسنس)
عبدالله باوزير
يانود نسنس من قدى العربان خبرنا!!.. قصيدة للشاعر المرهف أحمد عبود (بن قحطان) باوزير .. يرددها الحضارم عندما يعصف الوجد والحنين بهم إلى مراتع الصباء في اودية و مرتفعات جبال حضرموت ، وفي غالبيتهم لا يعرف من الشاعر الذي اشتهرت قصيدته و لم يعرف لهم ، وذلك بأهمال أبنائه لطبع ديوانه لأسباب وأفكار دينية -مع الأسف- ، رغم أبداع و جودة تصويره الشعري ..في خمسينيات و ستينيات القرن المنصرم، بما فيها الوطنية الحضرمية مثل (نسمع حنين الرعود على مثاوى ثمود) وغيرها -التي يقال سبقت- يانود نسنس من قدى العربان خبرنا..التي غناها الفنان محمد سالم بن شامخ عندما تم التعاقد مع شركة بانام للتنقيب عن النفط، في ثمود.. ولم تأخذ الشهرة لأسباب سياسية، قومية و يمنية بعد عام 1967.. أما الثانية فمتعلقة بالوجدان الحضرمي منذ غناها الفنان عمر غيثان في الكويت، و ترددت عبر أثير ركن الجنوب العربي
من الإذاعة الكويتية، ليغنيها معظم مطربي حضرموت و اشهرهم الجوهرة : بدوي زبير..لقوة صوته وصدق مشاعره و كأنه يصور دراميا لحظات تولدها في دكان قحطان .. هناك في حلة عبدالله - بمنفوحة التي كانت يومها جنوب مدينة الرياض العاصمة السعودية قبل أن تصبح حيًا من أحياء رياض الخير والنماء.
للقصيدة (الأغنية) قصة في لحظات وجد وشعور بالغربة.
كان بن قحطان باوزير قد قدم من حورة- بوادي العين في حضرموت برًا كغيره من مغتربي الحضارم إلى السعودية، الذين يأتون إليها في ذلك الزمن مع الدواسر.. دينًا او صبرًا إلى أن يعملوا في المحلات و المؤسسات السعودية الناشئة أو يفتحوا دكاكين صغيرة في أحياء الرياض بعد أن يقوم من سبقهم بالفزعة سلف للقادم ، ومنهم شاعرنا أحمد عبود باوزير-الشهير بـ «قحطان» .
استأجر بن قحطان دكان صغير في حلة عبدالله ،جوار جزارها ابونوره والفران سعيد الزهراني.. وبعد مضي شهرين ازدهرت بقالته بسبب الخدمات المجاورة .. إلا أنه في ظهر أحد الأيام وبعد أن جهز البصل و الطماطم جاءه الزهراني وبداء يمازحه-مثيرًا لديه آلام الغربة و فراق مراتع الصباء، مع تفجر براكين الوجد عاد إلى شولته (طباخة بالغاز-الكيروسين) ليضع قدرة عليها .. في تلك اللحظة هبت رياح جنوبية عليلة - اطفاءت الشوله ، هنا التفت للزهراني و قال سعيد : لن اطبخ اطبخوا أنتم و سالت دموعه ،ثم اخذ دفتره وكتب يانود نسنس من قدى العربان خبرنا..بكل مافيها من شجن!!.
▪︎▪︎▪︎▪︎في المساء ذهب إلى عزبة لآل «باوزير» وابلغهم قراره بتوزيع بضاعته على مدينيه من أهل الدكاكين، راجعه البعض بقوله محلك زين، فقال معاد لها محلة.. بعد ثلاث أيام كان مع بن شايع الدوسري إلى حضرموت..حيث قرر الالتحاق بالشرطة الحضرمية المسلحة ، منتظرا حنين الرعود على مثاوي ثمود التي لم تجد بغيثها إلا بعد ضياع حضرموت.. لتنسينا نسمع حنين الرعود - وبن قحطان .. في الوقت الذي ظلت اغنية «يانود نسنس» معاصرة لسته عقود تردد دون الإشارة له يرحمه الله.