رسالة إلى الجامعات الخاصة

رسالة إلى الجامعات الخاصة
صورة من الأرشيف


د. كمال البعداني

الجامعات الخاصة في بلادنا تبتز الطالب طوال سنوات الدراسة برسوم مرتفعة وتخلس جلده ، وطوال سنوات الدراسة يحلم الطالب بيوم التخرج ( حفل التخرج ) ولبس قبعة التخرج ، وسط اهله واصدقائه ليظل يوما محفورا في الذاكرة ، لكن الجامعات الخاصة تنغص عليهم هذه الفرحة ، فعندما يأتي موعد حفل التخرج فانها تقول للطلاب : تريدون اقامة حفل دبروا انفسكم فلا علاقة لنا بكم . فيضطر الطلاب ل ( الشحته ) من الشركات والبنوك والفنادق وغيرها ، من اجل استئجار صالة التخرج وتوفير كل ما يحتاجه الحفل ، فمنهم من يتجاوب معهم ومنهم من يعتذر رغم ان الجهات التي تساهم يتم الاعلان عنها في مجلات خاصة توزع على الحضور في حفل التخرج ، اما الاهالي فيوم التخرج عندهم يعتبر يوم عرس مصغر من حيث الطلبات ، من تفصيل بدلات التخرج الى ايام التصوير الى المساهمة في الرسوم الى طباعة مالا يقل عن الف مجلة ، وغير ذلك من الطلبات التي ترهق ولي الامر ، طبعا هناك الكثير من الطلاب ينسحبون اثناء الاعداد للحفل ، وسط حسرة كبيرة ، بسبب عدم قدرتهم على دفع الرسوم وتوفير بقية الطلبات ، 

اقول ذلك وانا اشاهد حال ابني فراس الذي سيتخرج نهاية الاسبوع القادم ان شاء الله ، فهو مع اصحابة في لجنة التحضير والاعداد للحفل في حالة تصعب على الكافر كما يقول اخواننا في مصر ، فلا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار يخبطون عند الجهات الى اخر الليل ، فليلة يعودون بنوع من الفرح واخرى يعودون فيها عكس ذلك ، حسب رد الجهات التي ذهبوا اليها . قبل خمسة ايام جاء الى البيت ليلا الولد فراس مع مجموعة من زملائه وقالوا لي : اتواصل مع ابو عاصم يمكن يقدر يساعدنا ، فادركت انهم وصلوا الى درجة كبيرة من الاحباط ، وقلت لهم : دبروا انفسكم فلا عاصم اليوم لكم مما انتم فيه الا ثقتكم بانفسكم واعتمادكم عليها ، الليلة ابلغتهم ان الاخ كمال طماح قد ابلغني بانه متبرع باكثر من عشرين كرتون مياه على حسابه الخاص دعما لهذه الدفعة ، فكانت فرحتهم كبيرة ، فشكرا للاخ كمال على هذه اللفتة ،

وهنا لي رسالتان .

الاولى : الى الجامعات الخاصة : قليل من الخجل يا هؤلاء ، هكذا تنهون علاقتكم مع الطالب بعد علاقة استمرت عدد من السنوات . ولا مساهمة حتى بخمسين كرتون ماء من ( الرخيص ) ؟ هل مساهمتكم مقتصرة على جلوسكم في الصفوف الاولى يوم التخرج و منتظرين كلمات الشكر والمديح من الطلاب ؟ بئس النهاية التي تصنعونها مع من كانوا معكم طوال سنوات ودفعوا لكم من دم قلوبهم ،

الوقفة الثانية : الى الجهات التي تدعم اقول لهم : جزاكم الله خيرا فهولاء هم ابناؤكم وابناء بلدكم وقادة المستقبل فيه ، فلا تتصوروا مقدار الفرحة عندما يعودون بوعود ايجابية من قبلكم . ما بين مئة الف وهو اعلاء شي والكثير دون ذلك ، او عشرين الى ثلاثين كرتون ماء من بعض الشركات ، فرحة كبيرة عندهم ، فلا تترددوا في الدعم لمثل هذه المناسبات ، فنسأل الله ان تكون في ميزان حسنا تكم وتنعكس على تجارتكم.