نهوض حضرمي عارم ، ولكن !!!
بقلم : م. لطفي بن سعدون الصيعري
المتابع للحراك والنهوض الحضرمي، يشاهد ارتفاع وتيرته وتوسعه افقيا و راسيا على كل الجغرافيا والمهاجر الحضرمية . فحراك الهضبة بالرغم ماتشوبه من حالة شعبوية وهيمنة فردية على مركز القرار فيه، الا انه قد قدح شرارة النضال الحضرمي بقوة من جديد ، بعد ان استكان جزئبا بعد فشل مجلس حضرموت الوطني ومراوحته في الثلاجة .
فقد ترسخ في قناعات كل الحضارمة، بمختلف مشاربهم السياسية والقبلية والمدنية وتنوعهم الإثني ، على ضرورة أن تنهض حضرموت من كبوتها وخنوعها، وتبعيتها المذلة لعواصم القرار في عدن وصنعاء لما يقارب من ٦٠ عاما، وانتزاع حقوقها ومطالبها المشروعة وعلى راسها إستقلال قرارها السياسي والشراكة العادلة، وسيطرتها على أرضها وثرواتها وتسخيرها للانسان الحضرمي أولا، ثم مساعدة محيطها الجغرافي ثانيا، ورفض التهميش والتبعية وسرقة ثرواتها.
وقد لاحظنا أيضا تصاعد وتيرة الوساطات بين المحافظ والوكيل أول ، لحلحلة خلافاتهم وتوحيد صفوفهم وتكامل عملهم لانتزاع حقوق حضرموت ، مع مايرافق ذلك من مناقشات ولقاءات تمهيدية لتحديد أسس ومبادئ التسوية بينهما ، والتي بالتأكيد تؤكد كلها على المطالب والحقوق المشروعة لحضرموت.
و كذلك انعقاد اللقاءات الموسعة للتجمعات القبلية مثل كنده وسيبان ، التي عززت وحدة الصفوف وانتزاع الحقوق، ورفض التهميش والفردية السياسية ، حضرميا ووطنيا واقلبميا .
وبالتأكيد فإن زخم وقوة وانتشار وإستمرارية هذا النهوض الحضرمي ، قد وصلت أصداؤه جنويبا ويمنيا واقليميا ودوليا، ولا حظنا تحركات جدية من مراكز القرار وطنيا واقليميا ودوليا لحلحلة الأزمة الحضرمية، والاستماع للصوت العالي للشعب الحضرمي، الذي يطحنه الجوع والفساد ونقص الخدمات الأساسية والتهميش ، وأرضه مليئة بالخيرات، وتسبح على بحيرات النفط والغاز ، الذي تسيل له لعاب الداخل و الإقليم والعالم.
نعود ونؤكد مرة أخرى على ضرورة وحدة القيادات الحضرمية، وتجاوز خلافاتها ، لأنها مصدر قوة حضرموت، وإن قرار السلم والحرب ، يجب أن يكون جماعيا وحضرميا بامتياز ودون تدخلات خارجية ، وليس باستطاعة فرد او قبيلة او مكون سياسي أن يقوم بهذه المهام الاستراتيجية بمفرده ، فحضرموت أرض الثروة والخير، وتتقاطع فيها كل المصالح داخليا واقليميا ودوليا، ونفوذهم وهيمنتهم واضحة للعيان داخل حضرموت .