تبقى الشعوب .. وتذهب المصالح ..
هاني البيض
تتبدل التحالفات في السياسة وتتغير المواقف وتظل الشعوب ثابتة لا تتخلى عن إراداتها ولاتقبل الاضطهاد والتهميش ..
تنهض وتصنع امجادها.
والأمم الحية والشعوب الأصيلة ليست سهلة الإمتطاء والخنوع !ولايمكن اختزال حياة الناس ومصائرهم في كيانات سياسية او سلطة امر واقع او بدور دولي او إقليمي او أممي هنا او هناك.
ولكن الواضح في اليمن ان لا احد يعمل وفق الإرادة الجمعية الخالصة او الاجماع الوطني فالجميع في اطار مشاريع سياسية وادوار مرحلية وأصبحت البلد تضيق بها دائرة الفعل الوطني !
والغريب إن الكيانات السياسية التي تتزاحم المشهد وتصر على الحضور لاتنظر الى مدى التصدع وعمق الانقسامات التي ضربت حاضناتها الشعبية وحالة الانفصام السياسي الذي تعيشه بين العمل لقضايا الوطن وشعبها وبين رغباتها في تنفيذ اجندات مشاريعها وهوس الوصول الى السلطة باي طريقة ولو بالفوضى الخلاقة او ارادة العنف دون اعتبارات للشروط الموضوعية وقواعد الوصول للحكم وادارة السلطة وشؤون المجتمع بجدارة ونزاهة واقتدار
المؤسف اليوم ان هناك حاضر يتشكل ليس فيه آفاق مُطمئِنة ،
اذا ما استمرت الحالة اليمنية شمالا وجنوبا تسير بهذا المنحى واقع غير مقبول سياسيًا واقتصاديًا ولا اجتماعيًا
حتما سيولد منه مستقبلا خطير !
وهناك من يصر على تجاهل هذا الواقع واعتقد آن الوقت للمجتمع الدولي والاقليمي وكل القوى الخيرة في الداخل والخارج الوقوف بمسؤلية وضمير والتزام امام الاوضاع السياسية والاقتصادية والانسانية وكل التدهورات التي طالت جوانب حياة الناس وبلدهم الذي لم يعد سعيدا
وقادرا على التعافي او الذهاب الى المستقبل دون مخاطر ومتاعب ومهددات للاجيال.
فلابد من التفاته حاسمة من الجميع لتدارك الامور ووضع اليمن بشماله وجنوبه على الطريق الصحيح لخلق وصياغة مستقبل يليق بهذا الشعب العظيم وبهذا الجزء المهم من المنطقة.