حافظوا على ماجدات اليمن

حافظوا على ماجدات اليمن
صورة من الأرشيف

بقلم: محمد أحمد بالفخر

ذات يوم وقبل 15 سنة تقريباً كنت مسافراً الى صنعاء على إحدى شركات الطيران العربية واثناء انتظار الخروج من الطائرة شاهدت أحد المسافرين العرب وإذا به يسلّم على مسافر آخر يبدو أنه من نفس البلد وكلاهما تعدو الستين من العمر كما يبدو من ملامحهم فقال لصاحبه أكيد جاي تعرّس قال نعم موعود ببنية صغيرة قال له وأنت؟ قال وأنا كذلك! بطبيعة الحال كنت مستمعا فقط، لكن حزّ في نفسي أن تصبح الماجدات اليمنيات رخيصات لهذه الدرجة لكل من هبّ ودب وخاصة بعد أن سمعت وقرأت في تلك الفترة عن حكاية الزواج السياحي الذي راحت ضحيته المئات من الفتيات وقد يكنّ الآلاف ولم تنجح من تلك الزيجات إلاّ عدداً محدوداً جداً،
هذه المحادثة السريعة بين الرجلين الكهلين جعلتني أتذكّر مقطع فيديو لمجموعة يبدو من نفس بلدهما في مجلس به عدد كبير من الحضور وكل يتحدث عن قصة حصلت معه ثم تم توجيه الكلام لأحد الشخصيات والكبيرة في السن أيضاً ويسألونه أنت تزوجت يمنية قال نعم فقالوا له هيا خبرنا كيف اليمنيات؟
فسارع بالحديث وصار يصف وصفاً في كل الأمور لا أستطيع ذكرها أو التلميح اليها، فقلت حسبي الله ونعم الوكيل هل لو أن الزواج كان طبيعياً هل سيقبل أن يصف زوجته بهذا الوصف المُخِل أمام أصحابه؟
هذه القصة والبلد مازالت الدولة موجودة ومؤسساتها موجودة، وطبعا كما قلت سمعنا بقصص كثيرة أخرى ومن محافظات متعددة أحدها سائق باص يأتي كل أسبوعين الى إحدى المحافظات فدلّه احد السماسرة الأوغاد على أسرة فقيرة فسارعوا بالقبول به لأنهم نظروا الى جنسيته التي ممكن أن تجلب السعادة لابنتهم وهم ايضاً سينالهم من الطيب نصيب، وفي كل مرة يعدهم وبعد سنة وبعد أن أنجبت له بنتاً قطع صلته بهم ويبدو أن شركة الباصات غيرت خط سيره الى بلدٍ آخر،
 وسمعت عن قصة أخرى أن أمين العقود في إحدى المدن عقد لفتاة مسلمة على شخص غير مسلم وفي النهاية تركها بعد أن غادر البلد،
قصص مهولة تدمي القلب قد نشرت في كثير من الصحف وتناولها كثير من الكتاب في حينها،
ومقاطع فيديو تنتشر بين الحين والآخر لا تليق باليمن واليمنيات بحالٍ من الأحوال،
ويبدو أنه في هذه الفترة وبعد ضياع الدولة واغترابها ازدادت الوتيرة وكثُر الخاطبون والخطاّبات من اليمنيين واليمنيات ويبدو أنها شبكة منظمة ووجدوا ضالتهم في الأسر التي طحنها الفقر والتي تبحث عن أسباب السعادة المادية الوهمية لدى غريب لا يعرفون عنه شيئاً سوى جنسيته المرموقة،
صحيح أن هناك حالات زواج ناجحة لكنها محدودة جداً
لا تعتبر مقياس للأخذ بها ولا مجال لاقتداء الآخرين بها لأنها نادرة والنادر لا حكم له،
وما كنت أود حقيقة أن أخوض في هذا الموضوع لولا المنشور المؤلم الذي كتبه أخي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد) في صفحته الفيسبوكية الذي يؤكد أن الأمر أصبح مستشري ووجه نصيحته لكل أب يمني وآمل أن تصل هذه النصيحة الى كل أب وأم وأخ كبير، فقال فتحي:


(الى كل أب يمني لديه ذرة شرف وكرامة واحدة.
جنّب ابنتك زواج الأجانب المنتشر هذه الأيام كالنار في الهشيم.
زواج بلا حضور ولا معرفة سوى صورة يتيمة في إيادي قوادات بصفة "خطّابات".
يشحنوها له عبر النقل الجماعي كأنهم يرسلون "غنمة"!
هذه ليست مشاريع زواج بالمطلق!
هذه مشاريع دعارة مقنعة.. لا انت ولا بنتك ستموتون من الجوع ولا الفقر ولا الحاجة..
وستكتشف الحقيقة المرة بعد عام على أكثر تقدير حينما ستعود لك ابنتك ببطن منتفخة وورقة طلاق قدّت من دُبر وستورّثك عار لن تمحوه السنين..
نصيحة من القلب)
انتهى كلام الأخ فتحي وفعلاً هي نصيحة من القلب فإن أهملت الأسرة في هذا الأمر فأين الدولة ومؤسساتها من أكبر مسؤول الى أصغرهم فالمسؤولية تقع على عاتقكم جميعاً ونذكركم بالضروريات الخمس في الإسلام التي ينبغي عليكم الحفاظ عليها (الدين، النفس، العقل، العرض، والمال. (
ولهذا ينبغي الحفاظ على الماجدات من الذئاب البشرية وبالتالي سنحافظ على سمعة اليمن واليمنيين وشرفهم وعرضهم أن يدنسه وغد.