استقلالية الهوية الحضرمية،، وتمايزها عن الهوية اليمنية !!!
بقلم : م . لطفي بن سعدون الصيعري.
في خضم الصراع الغير عادل، الذي تعيشه المنطقة، بهدف ضم حضرموت لتبعيتها لليمن او للجنوب ،والتي أقحمت فيهما عنوة منذ ١٩٦٧م مع الجنوب، ومنذ العام ١٩٩٠م مع اليمن وحتى يومنا هذا ، و دون مراعاة لحقوق أبنائها في إرثهم التاريخي وثقافتهم الخاصة بهم، الممتدة لآلاف السنين عبر الجغرافية الحضرمية المتميزة عنهما ، وردا على بعض الكتابات ، التي تحاول تعسف التاريخ، وتجييرة لخدمة أجنداتهم الغير عادلة، ومحاولة إقحام بعض النصوص الدينية، لفرض هذه التبعية المذلة لحضرموت فإننا نبين بعض الحقائق حولها .
فهناك كثير من الاحاديث النبويه الكريمه قيلت في اهل حضرموت واليمن ، ويستند عليها الكثير من الشيوخ والنخب، لجعل حضرموت جزء تابع لليمن السياسي الحالي. دون ان يشيروا الى ان هذا الربط بين حضرموت واليمن لايعدو عن كونه ربطا جهويا للتعريف بموقع حضرموت ضمن الاتجاهات المعروفه لدى الاعراب في تلك الفترة، المحدده ب(يمن وشام وعراق ونجد) وتاكيدا لما نقول نسوق مايلي:
1)ان حضرموت قد ذكرت انها من اليمن ,كجهه جغرافيه تعني جنوب الكعبه (ويقصد بها العرب حينها بشكل عام منطقة الجنوب لتقريب صورة المنطقه في ذهن المتلقي من الاعراب الذين لايلمون يالجغرافيا التفصيليه للمناطق حيث قسموا المنطقه العربيه حينها الى( يمن وشام وعراق ونجد) .ويقصد باليمن حينها الجغرافيا التي تضم عمان والامارات وحضرموت واليمن الشمالي والجنوب العربي,وليست دوله او مصطلح لدوله ,مثلها مثل الشام أيضا، الذي يعني منطقة او جغرافية شمال الكعبه الذي يضم الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان .لان مصطلح اليمن كدوله لم يظهر الا حديثا في عام 1918م باسم المملكه المتوكليه اليمنيه التي ضمت جغرافية اليمن الشمالي فقط ولم تكن حضرموت من ضمنها اومن ضمن مطالباتها.
2)ان وفود حضرموت التي وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم لتعلن اسلامها هي من ملوك حضرموت برئاسة وائل بن حجر الحضرمي والاشعث بن قيس الكندي وابقاهم ولاة على ممالكهم .وقد فرح بهم الرسول عليه السلام وبشر بمقدمهم اصحابه قبل مجيئهم بقوله: يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة، من حضرموت، طائعاً راغباً في الله عز وجل وفي رسوله، وهو بقية أبناء الملوك. فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه وبسط له رداءه، وأجلسه عليه مع نفسه، وقال: اللهم، بارك في وائل وولده. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الأقيال من حضرموت وأقطعه أرضاً، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان، وقال: أعطها إياه. فقال له معاوية: أردفني خلفك وشكى إليه حر الرمضاء، قال: لست من أرداف الملوك. فقال: أعطني نعلك. فقال: انتعل ظل الناقة. قال: وما يغني ذلك عني ؟ وقد نزل فيما بعد بالكوفة بعد ان فتحها المسلمون، وعاش إلى أيام معاوية ووفد عليه فأجلسه معه على السرير، وذكره الحديث. قال وائل: فوددت أني كنت حملته بين يدي. وكذلك كانت حفاوة الرسول عليه السلام بمقدم الصحابي الاشعث بن قيس وربعه. اما ممثلي القبائل والعشائر اليمنيه من اليمن الشمالي الحالي فقد احسن وفادتهم ,ولكن ليس بمثل وفادة ملوك حضرموت .لانهم لم يكونوا ملوكا وانما زعماء قبائل وولى عليهم باذان الفارسي و اخرين من الصحابه ارسلهم كولاه عليهم من المدينه المنوره.وهذا يعني ان حضرموت في بداية الاسلام كانت عباره عن ممالك مستقله عن اليمن الشمالي والجنوبي الحاليين .وكانت اليمن الشمالي محكومه من قبل الفرس ,او عباره عن قبائل وعشائر متفرقه غير موحده في ممالك وليس كما هو الحال في حضرموت.