زيارة مفاجئة لرئيس الحكومة إلى المكلا.. هل تتحول إلى واقع أم تبقى سحابة خطابات؟
زايد بارشيد
في زيارة مفاجئة تحمل في طياتها وعودًا براقة وآمالًا معلقة، يتجه رئيس الحكومة أحمد بن مبارك إلى عاصمة حضرموت #المكلا في مسعى كما يقول لحل المشكلات العويصة التي طال أمدها.
ولكن هل سيكون مصيرها كسابقتها من الزيارات، أمام الكاميرات وخلف العدسات، حيث الخطب الرنانة والوعود العريضة التي تتلاشى مع أول هبة ريح؟
"معالجة مشكلة المعلمين، والمتعاقدين، والكهرباء وغيرها من المشاكل الخدمية "، قائمة طويلة من المعضلات التي يبدو أنها ستجد طريقها إلى جدول أعمال رئيس الحكومة، أو هكذا يأمل المواطنون.
ومع ذلك يسود الشك بأن هذه الزيارة ستكون مجرد جولة أخرى من جولات التصوير والخطابات الإعلامية التي تدغدغ المشاعر ولا تمس الواقع بصلة.
يتذكر المواطنون جيدًا الرئيس الحكومة السابق، الذي جاء وذهب ولم تحمل زيارته سوى سلسلة من الوعود الهوائية التي لم تلبث أن تبددت كفقاعات الصابون أمام أول اختبار للواقع.
يقال إن التاريخ يعيد نفسه.. ولكن، هل سيتمكن رئيس الحكومة الحالي من كسر هذه الدائرة المفرغة وإحداث تغيير ملموس، أم أنه سيكتفي بالتجول أمام الكاميرات، مخلفًا وراءه سحابة من الخطابات التي لا تغني ولا تسمن من جوع؟
في حقيقة الأمر، لم يعد المواطن ينتظر الكثير.. السخرية أصبحت الوسيلة التي يعبر بها عن توقعاته المنخفضة "ربما سنحصل على صور جديدة للبروفايلات الاجتماعية"، يقول أحدهم، متندرًا على وعود الإصلاح التي تتبخر قبل أن ترى النور.. الكهرباء قد تظل مقطوعة، والمعلمين قد يستمرون في انتظار حقوقهم، والمتعاقدين قد لا يجدون استقرارًا وظيفيًا.
هل ستبقى الزيارة مجرد حدث يُسجل في التقويم، بينما يستمر المواطن في البحث عن الضوء في نهاية النفق، متسائلًا إذا ما كانت هذه الوعود ستتحول يومًا إلى واقع ملموس، أم أنها ستظل مجرد كلمات تتطاير مع الريح، لا تترك أثرًا سوى صدى في الأذهان يتلاشى مع مرور الوقت.