ردا على التهميش الذي يطالها... هل تحن أبين لبناء دولة قتبان المستقلة؟

ردا على التهميش الذي يطالها... هل تحن أبين لبناء دولة قتبان المستقلة؟

م. لطفي بن سعدون الصيعري

تسلمت قبل يومين من احد القيادات السياسية الأبينية ،التي تربطني به علاقة صداقة قديمة ، وثيقة بعنوان (استكمالا لمشروع دولة أبين) تضمنت شكل منظومة الدولة من مجلس أعلى الدولة والوزارات والمؤسسات والقضاء ومجالس حكم الولايات والموانئ المقترحة والمطارات واجمالي الكادر الوظيفي المدني والعسكري والأمني، ومتوسط المرتبات وحجم العائدات والنفقات ومساحة الدولة وحدودها وخارطتها.
وقد تم نشر وثيقة بناء دولة أبين بالتفصيل اعلاميا، كما تطرقنا لموجز لها، في وسائل التواصل الإجتماعي.
والمتابع لتاريخ أبين القديم والحديث يجد لها حضورا قويا في كل المنعطفات،  التي مرت بها المنطقة بدءا من مملكة قتبان ومرورا بدولة الخلافة الإسلامية الراشدة والاموية والعباسبة ، ومشاركة أبناء أبين في الفتوحات الإسلامية كقادة ومقاتلين، واخيرا مشاركتهم القوية حديثا في بناء دولة اليمن الجنوبي ثم دولة الجمهورية اليمنية، وكان اخر حضور قوي لابين يتمثل في الرئيس هادي منذ انتخابه في فبراير ٢٠١٣ م وحتى تجميد نشاطه لصالح مجلس القيادة في ٢٠٢٣م ، وبعدها تم أبعاد بقية وزراء وقيادات أبين المدنية والعسكرية والأمنية من منظومة الشرعية لصالح هيمنة الضالع وتعز عليها.
ولقد كان واضحا ومنطقيا ، من أن أبين وشعبها بكل هيلمانه وتاريخه المشرق القديم والحديث، لايمكن أن يقبل بهذا التهميش الذي يطالها ، ولكن لم يكن يتصور أحد،  أن تنحو أبين لهذا المنحى الإستقلالي،  والعودة لجذور مملكتها القتبانية قبل ٣ الف عام . ولكن يبدو أن تجاربهم المرة في دولة الجنوب واليمن، قد اوصلت معظم قياداتها إلى هذا المنحى، بعد ان رأوا صعوبة التعايش والإنصهار مع جيرانهم الجنوبيين والشماليين، بالرغم من كل تضحياتهم وسيل دمائهم، التي قدموها في سبيل بناء دولهم الموحدة.
والحال هكذا ، يبدو أن نموذج دولة حضرموت المستقلة، التي يطالب بها الحضارمة منذ فترة مبكرة ولازالوا مصرين عليها، ومن بعدها المهرة، قد بدأ يشكل نموذجا يستهوي الكثير من المناطق في الجنوب والشمال نظرا لواقعيته ومواءمته لطموحات شعوبها، وتعبيره عن طموحات وخصوصيات كل منطقة، بدلا من الدول المركزية الموحدة، التي أثبتت فشلها لأكثر من ٧٠ عاما ، و لم يجني منها الجميع الا البؤس والاقتتال والأزمات وهيمنة منطقة وقبيلة  ومذهب على البقية، ولازالت الدوامة تطحن الجميع حتى يومنا هذا. ولمن يقول اننا بهذا نكرس التفرقة والتمزق ، فهذه نظرة قاصرة ، لان الواقع يقول أن الكل لايمكن أن يزدهر الا بازدهار أجزائه، وأن كونفيدرالية الدول المستقلة ستكون الانجح والأجدى في بلادنا  ، وماعدى ذلك فهو وهم، واستمرار للازمات والحروب التي تسحقنا.