عهد بن مبارك ... بداية الانفراج أم بداية منعطف جديد من المعاناة؟
أ. عادل الزريقي
تفاقم الازمات بشكل متتالي ، وتصاعد وتيرتها يوما بعد آخر ، سياسيا واقتصاديا ، على مدى عشر سنوات من الحرب ، رغم التغييرات المتعاقبة التي تقوم بها الحكومة الشرعية ، في قمة هرم السلطة ، أدى الى فقدان الثقة بالحكومة الشرعية وبأي تعيينات جديدة تقوم بها بإتجاه الاصلاحات كما تزعم .
فقدت الثقة بحكومة بن دغر ، وبحكومة معين عبد الملك ، وايضا فقدت وبصورة كبيرة بتعيين بن مبارك كرئيس للحكومة ، بسبب انه كلما جاء رئيس حكومة جديد ، انتقلت الاحوال من السيء الى الأسوأ ، والمواطن الغلبان هو الضحية ، وهو الذي يتحمل تبعات ذلك ، بحيث صارت الثقافة السائدة في العقول هي الاحباط واليأس والقناعة الكاملة من عدم مجيء الخير ، وإنفراج الازمة عن طريق القائمين حاليا على شؤون اليمن مهما حدثت من تغييرات.
خصوصا وأن رئيس الوزراء الجديد بن مبارك ، يعد من مكونات الحكومة الاخيرة التي تضاعفت الازمة في عهدها ، ولم يلمس المواطن منها اي تغيير إيجابي يرفع عنه حدة المعاناة والحرمان.
وهكذا ستظل الاجواء قاتمة ، والسماء ملبدة بالغيوم ، وسيظل التشاؤم هو حديث الشارع اليمني ، إلا في حالة واحدة هي قيام رئيس الوزراء الجديد بإصلاحات عاجلة و قريبة من حياة المواطن اليمني البسيط ، كتوفير الخدمات الضرورية ، والحفاظ على مكانة العملة الوطنية ، وإعادة النظر في الرواتب بما يتواكب مع التغيرات الاقتصادية السلبية التي افرزتها الحرب ودفعها في مواعيدها ، وغيرها من الاصلاحات التي تختلف من حيث الاولويات بما في ذلك مغادرة الحكومة لحياة الترف والبذخ في ارقى الفنادق خارج الوطن والعودة لممارسة مهامها من الاراضي اليمنية جنبا إلى جنب مع المواطن.
فهل سيستطيع بن مبارك ، الدخول في معترك هذه الاصلاحات الملحة حتى يغير من المفاهيم السلبية العالقة عنه في عقل المواطن ، أم أن الامر مجرد تغيير شكلي ، وديمة خلفنا بابها ، كما قال المثل الشعبي ، وسيمثل عهده منعطف جديد من المعاناة والحرمان .