رُبّ عثرة أقامت خطىً
تسنيم حاج جابر
كل العلامات تدعو إلى المضي، أما الفؤاد؟ فغافلٌ ساهٍ ليس يعقل .
تمر السنوات وأنت في انتظار وحيٍ من السماء، ونسيت أنك لست برسولٍ فكيف عساك تطمع!
ثم يبعث الله من يشير بطرفه إلى الحق المبين، فتستبين.
تتهم البصر والبصيرة بالعمى، لكنَّ من رحمة الله أنّ الذكرى تنفع المؤمنين.
فكل الذين اتكأوا على حولهم، مالوا!
وكل الذين عولوا على اليقين وحده، لم يظفروا.
وكل الذين توانوا عن إكمال المسير، لم يصلوا.
التفكير وحده المراد، لن يجلبه إليك.
وما يشاع أن الكون يجذب، كذبة!
يوهمونك بأقوالهم، ويبرهنون عليها من كتابك؛ فتطمئن لها.
ولو فقهت آياتِ الله، لم يُلبس عليك. لكنك بعدت عنها؛ فبعدت عنك السلامة.
ثم تسأل الله الهداية؛ فينزّل عليك رحمات منه لتبصر الحق وتهتدي.
فتترك عنك الأماني، وتسعى؛ لأن الخطة واضحة منذ البداية، فالله قد قالها:(( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)).
ركضك خلف المنال، لابد له من وقود يُذكيه وإلا، قد تفصلك مسيرة يوم واحد فقط عن الوجهة، لكنك سئمت حر الشمس!
ووحشة الطريق أرهقتك.
وقطرة الماء ما عادت تكفيك.
فقررت التوقف
أنسيت الوعورة التي اجتزتها؟
وكل الفصول التي مررت بها؟
أنسيت عمرك الذي أفنيته كي تنال المُبتغى؟
لكنك لا تُلام!
وما يدريك أنك على وشك الوصول؟
وأنك على بُعد خطوة من النعيم؟
وأنت كائنٌ وقوديٌّ؛ لا تسير على خواء.
وقودك هو اليقين. الذي يظل ينبع داخلك، حتى تشعر بتدفقه.
لو كنت تملك من اليقين ما يكفي، لتعب الجسد في نيل المُراد.