عبدالله صالح الشاعري.. سفير الإنسان والوطن في سماء مصر

عبدالله صالح الشاعري.. سفير الإنسان والوطن في سماء مصر
صورة من الأرشيف

بقلم: رمزي الفضلي

في عالم يكتط بالأعباء والمسؤوليات يظهر أحيانا أشخاص يحملون على عاتقهم هموم الناس ويقدمون لهم العون بإنسانية نادرة عبدالله  صالح الشاعري مدير الخطوط الجوية اليمنية في مصر واحد من هؤلاء الذين صنعوا فرقا ملموسا في حياة الكثيرين وأصبح رمزا للاخلاص والتفاني في خدمة أبناء وطنه.


حين توقفت شركة بلقيس عن العمل ووجد الاف اليمنيين أنفسهم عالقين بين الغربة والحنين إلى الوطن وقف الشاعري موقفا إنسانيا فريدا جعل من مكتبه ملاذا آمنا لكل محتاج متخذا من الابتسامة والإنصاف لغة يتحدث بها إلى الجميع كانت مكتبه في القاهرة مزدحمًا دائما بالمراجعين معظمهم من المرضى البسطاء الذين قطعوا مسافات طويلة بحثًا عن العلاج أو العودة للوطن لكن في حضرة عبدالله الشاعري لم يشعر أحد بالغربة فقد كان الجميع لديه على مسافة واحدة دون اعتبار لمحافظة أو طبقة اجتماعية.


لم تكن خدمة الناس بالنسبة له مجرد وظيفة بل رسالة حملها بكل حب كان وجهه المشرق بالابتسامة هو أول ما يراه كل من دخل مكتبه وحرصه على التعامل بإنسانية هو ما يظل عالقا في الأذهان بعد المغادرة


لكن الشاعري لم يتوقف عند خدمة الأفراد بل كانت لديه رؤية لتطوير مكتب الخطوط الجوية اليمنية في مصر وبجهوده المتواصلة تمكن من افتتاح الفرع الجديد في منطقة الدقي ليكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لطيران اليمنية في تقديم خدمات أفضل وأكثر تطورا.

عبدالله صالح الشاعري لم يكن مجرد مدير بل كان سفيرا حقيقيا لليمن ممثلا للكرم والشهامة التي عرف بها أبناء هذا الوطن في كل خطوة خطاها حمل على عاتقه أمانة الوطن والمغتربين فكان نموذجًا نادرا يجمع بين المهنية العالية والإنسانية العميقة.

إن أمثال العم عبدالله هم من يضيئون دروب الأمل في أحلك الظروف ويثبتون أن الإنسان يمكنه أن يكون نقطة ضوء تنير حياة الآخرين فليكن الوطن فخورا به وبأمثاله وليمنح التقدير الذي يستحقه ليواصل عطائه الذي لا ينضب.