مصفاة بترومسيلة ... خبايا وأسرار !!!
بقلم : لطفي بن سعدون الصيعري
صناعة النفط في بلادنا (حقول منتجة ومصافي تكرير) يشوبها الكثير من الغموض وانعدام الشفافية ، لأنها ارتبطت بهوامير الفساد في الدولة العميقة في بلادنا منذ انتاج اول قطرة في نهاية الثمانينات وحتى يومنا هذا.
وحاولنا في مقالنا هذا الوصول إلى الأرقام الحقيقية لحجم الإنتاج ودهاليز تكرير النفط الخام في بترومسيلة، باعتبارها تقع في حضرموت ، ومرتبطة كثيرا بحياة الحضارمة وثرواتهم السيادية، التي ينهبها المحيط الحضرمي الشمالي والجنوبي ، ولايستفيد منها الحضارم باي شي يذكر ، سواء وظائف او مشتقات نفطية او مقاولات اوخدمات.
ولكننا لم نجد معلومات كافية، ويشوبها التناقض والغموض ولم نحصل على اي معلومات كاملة حول تكرير النفط سواء في إرشيف الشركة او وزارة النفط او السلطة المحلية او كلية الهندسة البترولية بجامعة حضرموت، وكل مانعرفه حاليا ، انها تنتج الديزل ولحقها قبل عدة ايام انتاج المازوت، وبدون ان نعرف بدقة حجم الإنتاج الذي تنتجه المصفاة ، وليست هناك إحصائيات رسمية منشورة بذلك. على أية حال ولأهمية الموضوع في حياة الحضارمة فاننا سنسلط في هذه المقالة الإستقصائية، بعض الضوء على خبايا تكرير النفط في بترومسيلة وفقا والمعلومات المتناثرة والمتناقضة، التي جمعناها من هنا وهناك . أملين من المختصين في شؤون النفط، ان يدلوا بدلوهم في هذا المضمار ، حتى تكتمل الصورة لدى النخب والمكونات الحضرمية وكل الشعب الحضرمي، ليعرفوا عن هذه الثروة السيادية، كيف يتناهبها أعداء حضرموت ويحرمون شعبها منه.
وبداية سنعرج عل طريقة عمل مصافي النفط ونسب انتاج مشتقاتها.
فتكرير النفط هو عملية تقطير جزئية لهذا السائل القابل للاشتعال بواسطة الحرارة على عدة مراحل باستخدام فروق درجات الغليان للمنتجات أو القطفات ، ينتج عنها فصل مكونات النفط عن بعضها على شكل أبخرة يتجه كل نوع منها إلى أنبوبة مستقلة ثم يكثف ليتحول إلى سائل ، ثم تتعرض كل منها لطرق تكرير ميكانيكية وكيمياوية تسمى المعالجة أو التحلية أو المزج ليصبح كل مشتق نفطي عبارة عن مزيج من أجزاء مختلفة ذات إستخدامات مختلفة.
وتعرف مصفاة النفط الصغيرة على أنها
مؤسسة صناعية وظيفتها الرئيسية معالجة النفط الخام (ما يصل إلى مليون طن من الخام سنويا) في البنزين والديزل ووقود الطائرات وغيرها ، وتكرر يوميا :
مليون طن نفط خام× ٧،٣ برميل للطن × ١٥٩ ليتر للبرميل ÷ ٣٦٥ يوم = ٣،١٨٠،٠٠٠ ليتر.
وبشكل عام يستخرج من التكرير نسبة :
٣% غاز البترول المسال والغازات الأخرى
١٥% وقود الطائرات النفاثة
١٧% زيت الوقود البحري (مازوت) والزيوت الأخرى.
٣٠% وقود ديزل
٣٥% وقود بنزين.
وفي المتوسط، يمكن أن تتراوح تكلفة بناء مصفاة نفط صغيرة جديدة من 10 مليارات دولار إلى 25 مليار دولار ،
و يستغرق بناء مصفاة نفط صغيرة
من 15 إلى 18 شهرًا من بداية المشروع إلى معالجة أول برميل من النفط.
وعلى فرضية الاخبار المتداولة بأن بترومسيلة تنتج مليوني ليتر يوميا ديزل فأنها تكرر نفط خام يوميا بمعدل:
٢٠٠٠٠٠٠ ليتر ÷٣٠ % ÷ ١٥٩ ليتر للبرميل = 41,928.721174004 برميل تقريبا ٤٢ الف برميل يوميا.
وبالنسبة للمازوت:
١٧% من ٤٢ الف برميل × ١٥٩ ليتر = 1,133,333.3333333 ليتر مازوت مايقارب مليونين ومائتي الف ليتر مازوت يوميا.
وهذا يعني ان هناك فاقد بنسبة تقارب ٥٠% من النفط المكرر لا يكرر ولايستفاد منه مقارنة بمصفاة مأرب التي تنيج البنزين والغاز والمازوت والكيروسين ، فاين تذهب هذه الكمية التي تصل في حدود ٢٠ الف برميل يوميا وبسعر يقارب نصف قيمة البرميل المصدر في حدود ٤٠ دولار للبرميل، اي يوميا فاقد بقيمة ٤٠ دولار × ٢٠ الف برميل = ٨٠٠ الف دولار يوميا ، مايقارب ٢٥ مليون دولار شهريا.
نأمل أن نكون قد قدمنا بعض المعلومات الهامة، للقارئ وللنخب وللمختصين في حضرموت ، حول حجم التلاعب والسرقات لثرواتهم النفطية وغياب الشفافية في عمل بترومسيلة، وكذا الرقابة الصارمة عليها من السلطة المحلية ووزارة النفط واجهزة الرقابة ومكافحة الفساد.