عكس الخط .. سلوك كآرثي اضحى مألوفا في مدينة المكلا!!

عكس الخط .. سلوك كآرثي اضحى مألوفا في مدينة المكلا!!

مطيع بامزاحم 

حادث مروري وقع ظهر اليوم في مدينة #المكلا، على مقربة من محطة الشاطئ للمحروقات ومطعم سعيد الحامدي الشهير، شابان في مقتبل العمر اعتقد أنهما عكسا الخط من المفرق المقابل لمركز ون استوب، لست متأكدا من هذه النقطة بالتحديد، لاني لم انتبه إليها إلا بعد سماع صوت الارتطام ومشاهدتها ملقين على الأرض ودراجتهما على بُعد خُطوات منهما، والسيارة السوداء التي اصطدمت بهما متوقفه في الشارع هي أيضا، واذا كانا عاكسين فيبدوا أنهما كانا يرغبان في اختصار الطريق والوصول إلى محطة الوقود، كما يفعل كثير سائقي الدراجات النارية في كل مفارق الطرق على طول مديرية مدينة من حلة إلى جولة الريان.

المشكلة هنا أن المفرق الذي يُعكس منه دائما، يقع على بُعد حوالي 40 مترا فقط او اقل من مفرق اخر يوجد على بعد خطوات قليلة من صرافة العمقي التي تقع ضمن حرم المحطة!.

لنسأل سؤال .. ما الذي سيضر كل عاكس للخط في مثل هذا الشارع أو غيره، لو أنه واصل المضي في طريقه بشكل رسمي، ودخل إلى الشارع الآخر من المفرق الصحيح الذي يوصله بكل نظام وسلاسة إلى المحطة أن كانت وجهته اليها؟!

للاسف الشديد لدى كثير من الشباب وحتى من الشِيبة جهل تام بقواعد المرور، ولا مبالاه بأرواحهم وأرواح من يركبون معهم ومع غيرهم ممن يستخدمون الطريق، وكل سالك لطرقات المكلا العامة أو الفرعية بمركبته سيلاحظ أن سلوك عكس الخط أصبح مألوفا في كافة شوارع المدينة، بل إنه قد تحوّل من تصرف نادر وفردي ولايصدر الا من أطفال قُصر، الى ظاهرة وعادة يومية يمارسها الكبير قبل الصغير والكهل قبل الشاب، وكثير منهم لربما كان حاملا لعائلته أو اطفاله، فينتج عن تلك الممارسات الخاطئة في كثير من الأحيان حوادث خطيرة ومأساوية، ولك أن تختبر ذلك إذا صادفت عاكسا للخط ووجهت له بضع كلمات فيها نصحا أو زجرا له عن سلوكه الخاطئ والخطير، واستمع حينها إلى إجابته، التي ستؤكد لك بشكل قاطع أن الوعي غائبا بشكل تام عنده، وان الاعتقاد السائد عند هؤلاء المخالفين لقواعد السير أنهم على صواب وان مايقومون به أمر عادي جدا وربما قانونيا وسليم!.

نطالب الجهات المختصة سيما في جهاز الأمن وإدارة المرور، بإلزام الجميع بالحصول على رخصة القيادة بالطرق المتعارف عليها في كل دول العالم، والتي لاتمنحها الا بعد أن يكون طالبها قد بلغ السن القانوني، وقد تجاوز بكفاءة واقتدار الاختبارات العملية والنظرية الخاصة بقوانين وقواعد السير وإشارات وعلامات المرور.

واذا لم يستطيعوا تنفيذ ذلك في المرحلة الحالية، فعليهم على الأقل القيام بحملات توعية واسعة وجادة ورصينة، ولتكن تلك الحملات على سبيل المثال، عبر انتاج الفلاشات المصورة الصوتية، على أن تُخرج في قوالب احترافية حتى تلفت الأنظار إليها وتجذب كل الفئات العمرية في مجتمعنا المكلاوي الكبير حين توزع على وسائل الإعلام وعندما تنشر في صحفات التواصل الاجتماعي وغيرها، إلى جانب تنظيم محاضرات خفيفة ولطيفة خصوصا للشباب في المدارس والثانويات وفي المساجد والملتقيات وفي الحارات التي تكثر فيها مثل هذه التجاوزات عبر النشطاء المجتمعين في كل حي، ولاننسى التوجيه الدائم والصارم من قبل القيادات لرجل المرور وإلزامه بالتواجد في مثل هذه المواقع بشكل دائم وفي أوقات الذروة، ومساندته بكل قوة عندما يقوم بواجبه في ضبط وإيقاف ومحاسبة كل عاكس خط لايكترث لحياته ولا لحياة الآخرين.

نتمنى السلامة للشبابين وان يكونا بخير وعافية، واعانهما الله وصاحب السيارة، وحفظ الله الجميع من الحوادث المأساوية المروّعة.