هل يقدم بن مبارك استقالته أو يُقال ؟
بقلم: علي منصور مقراط
عُين الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا للحكومة قبل تسعة أشهر والريال اليمني ثلاثمائة وخمسين مقابل السعودي واليوم يلطم خمسمائة و35 من أول ماذكر اسمه رئيسا الوزراء تعرض لهجمة اعلامية شرسة لاسيما من إعلاميي ونشطاء المجلس الانتقالي وآخرين تصدينا لذلك وقلنا لاتحكمون على الرجل مسبقاً هو ابن الجنوب وامنحوه ستة أشهر أي نصف سنة قد يحلحل بعض الملفات التي تركها سلفه معين عبدالملك.
اليوم مرت النصف سنة وفوقها ربع سنه ولم نلمس من بن مبارك غير الخطابة وزيارات إلى الأسواق ومجالس العزاء والافراح والمنتديات والمستشفيات وبعد كوارث الحريق وووالخ . دون أن يتخذ قرار ملموس .أول من مكتبه دعوت للحضور مع مجموعة محدودة من الصحفيين التقى بنا في استراحة ديوان وزارة الدفاع بقي يتحدث معنا والجوع يفتك بنا إلى الثانية والنصف ظهرا وتحملنا الكلام المعسول في رمضان التقى القيادات العسكرية ومكنهم خطبة قوية ركزت حينها على كلمة صفق الجميع لها بقوله مستعد اعطى العسكريين من دمي وليس تسخير الامكانيات فقط كونهم من يقاتلون مليشيات الحوثي .. كل هذا مجرد تخدير والنتيجة النهائية حاصر قيادة وزارة الدفاع والتأمين المادي اللوجستي للمقاتلين ولم يعتمد فارق ارتفاع سعر العملة التي صعدت في عهده القصير مايقارب ٣٥ بالمئة وحكم على الجنود المرابطين في مختلف جبهات القتال والمعسكرات ومواقع الشرف بالجوع تحت عنوان سياسة تجفيف الاستنزاف المالي
حسناً .. لقد ادخل رئيس الوزراء في نفوس قيادة الجيش ومنتسبيه الإحباط واوقف انطلاقة معالي وزير الدفاع في عملية إعادة البناء والتأهيل الذي تحقق في زمن قياسي عامين فقط منها إعادة دور الكلية الحربية والأكاديميات العسكرية التي تخرجت منها دفعة اول دفعة . الا يعلم بن مبارك أن راتب الجندي ٦٠ الف ريال لاتفي بربع كيس ارز وغذاء الفرد ٣ ريال سعودي فقط وهناك ملحقين بدون معاشات ودوائر وقادة وحدات قتالية بدون موازنات تشغيلية طلاب بدون إعانات ولا تذاكر سفر وجرحى بغير علاج قوات الجيش بدون مهمات ولا آليات ولا ذخائر أكثر من عشر سنوات ترقيات بغير تعزيز مالي
اعتقد أنه يدرك أننا في وضع حرب ويفترض أن تسخر أكثر الإمكانيات الاستثنائية للقوات المسلحة كمجهود حربي لا أن يحارب العسكريين بحجج ترشيد النفقات اعرف أن هناك من أوهمه لاستهداف المؤسسة العسكرية ويفترض أن يختار مستشارين عسكريين له من ابناء القوات المسلحة والأمن بدلاً من التخبط . لا احب تذكيره أن الجيوش تزحف على بطونها لأن هذه العبارة قالها له القائد العميد الركن فضل طهشه في لقاء رمضان بقيادة القوات المسلحة ويدركها جيدا
اعتذر للقارئ الكريم لأنني ركزت كثيرا على معاناة العسكريين ليس لاني اعلامي عسكري منذ أربعة عقود ونيف. بل لأن هذه المؤسسة هي من يحمي بن مبارك والقيادة السياسية ولأن القرار الذي اتخذه ظالماً ومجحفاً يكفي يارئيس الحكومة أننا نذكرك أننا اليوم تاريخ ١٦ اكتوبر ومنتسبي الجيش والأمن لم يستلمون راتب شهر سبتمبر الماضي. اسرهم يطويها الجوع والفقر والعوز والى الآن وطوال التسعة أشهر من عهدك لم تعالج اي ملف والله ومن رفع السماء بلا عمد ماكنا نتوقع أن نقول سلام الله على معين عبدالملك الذي كان لايجروء المساس بموازنة واستحقاقات الجيش وكان يستمع ويهز رأسه على الأقل يتفاعل ولا يقبل السلبية في هذا الجانب خصوصاً رغم سلبياته.
الخلاصة أن الشعب في المحافظات المحررة لم يبقى عنده الامل بأية إصلاحات أو عملية إنقاذ حياة في عهد الرجل الذي تفائلنا فيه يوما ودافعنا عنه بقوة ولانندم لأننا قلنا الحقيقة امنحوا الرجل فرصة .لكن الثابت أن الفرصة انتهت .
انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي لايقبله مسؤول شريف ومحترم .لن يقبل طيبي الذكر د. احمد عبيد بن دغر والميسري أن يتحملا ضمير المسؤولية وهما مقيدان عاجزان بالتأكيد سيقدمان الاستقالة بشرف . اذكر الاثنان لأنهما أعظم من إدار الأزمة والدولة في عدن والمحافظات المحررة بكفاءة واقتدار .وسجل لهما التاريخ والأجيال هذا الشرف الرفيع.
اتمنى ومعي شعبنا المقهور المنهك أن أسمع أن يقدم بن مبارك استقالته اويقال والكيل فاض والامل خيب وانتهى الى هنا وللحديث بقية حتى نلتقي سلااااااااااام