مداخلة نقدية لمسببات فشل مجلس حضرموت الوطني !!! في الذكرى الأولى لمشاورات التأسيس
م. لطفي بن سعدون الصيعري.
خلال عام ٢٠٢٢م بلغ الحراك الحضرمي ذروته، من خلال فعالية العيد الوطني الحضرمي ٢٠ ديسمبر، الذي تم الاحتفال به جماهيريا في المكلا وسيؤن في ان واحد وبقية المدن الحضرمية . وكانت المكونات السياسية الحضرمية في اوج تلاحمها ممثلة بالجامع والحلف والمرجعية وهبة العيون وتجمع ال كثير والعصبة الحضرمية وبقية التكتلات والنخب الحضرمية المستقلة المدنية والقبلية، وارتفع خلال هذه الاحتفالات العلم الحضرمي المستقل والنشيد الوطني الحضرمي، في المكلا وسيؤن وعدة مدن حضرمية. وظهر جليا وبقوة الصوت الحضرمي المستقل وتجاوب معه ملايين الحضارمة في الداخل والمهجر ليصبح واقعا على الأرض، يحسب له الف حساب محليا وفي المحيط الجنوبي واليمني وعلى مستوى الإقليم والعالم.
واعقب ذلك اللقاء التشاوري ، لتشكيل لجنة التنسيق المشتركة بين المكونات السياسية المستقلة والنخب القبلية والمدنية المنعقد بسيؤن في مطلع مايو ٢٠٢٣م، ثم تلا ذلك انعقاد المشاورات الحضرمية الرياض ٢٣م، لتشكيل مجلس حضرموت الوطني، كحامل سياسي للقضية والمظلومية الحضرمية ، يوحد في إطاره كل المكونات الحضرمية المستقلة والنخب المدنية والقبلية، المؤمنة بحقوق حضرموت في استقلال قرارها السياسي وسيادتها على أرضها وثرواتها ونديتها على قدم المساواة مع عدن وصنعاء ، ورفض التبعية المذلة لهما.
تمت المشاورات الحضرمية الأولى في الرياض، والتي نعيش ذكراها الاولى بعد عدة أيام ، بدعوة كريمة ورعاية خاصة من المملكة العربية السعودية ، الحليف الاستراتيجي لحضرموت . وخلال شهر من المشاورات من ٢٠ مابو وحتى ٢٠ يونبو، اعدت وثائق المجلس الأساسية في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والاعلامية، وتمخض عنها الوثيقة السياسية والحقوقية لمجلس حضرموت الوطني، وتم توقيع ميثاق الشرف لتأسيس مجلس حضرموت الوطني من المشاركين في المشاورات الاولى بما يقارب ٨٠ عضوا، وتم اشهاره اعلاميا.
كانت المشاورات تسير بانسيابية رائعة، وتفاهم وتوافق مشترك من الجميع ، حتى حصحص الحق وحان موعد تشكيل قيادات المجلس، كتتويج لهذه المشاورات، هنا طغت الانانيات والزعامات والمصالح الخاصة. وتسابقت القيادات الحضرمية بدون استثناء على القدي، لتبرز لنا أقذر مافي السبكولوجيا الحضرمية من حسد وحقد وانانية وحب الزعامة، على حساب المبادئ والقيم العليا لحضرموت . وبالتاكيد لعب كل أعداء حضرموت دورهم التدميري، لتاجيج هذه الصراعات والانانيات ووجدوا مبتغاهم في ضعف الزعامات الحضرمية هوسهم المميت لتصدر (القدي) ، مثلما يقول المثل الشعبي. وبذل الأشقاء السعوديون كل جهودهم للتوفيق بين القيادات، واختيار رئيس للمجلس، ومن ثم بقية هياكل المجلس وامانته العامة، لكن جهودهم باءت بالفشل ولم يستجب لها صقور حضرموت ، فكل واحد يرى نفسه هو الصقر الأبرز في حضرموت، ولن يتنازل لاخيه مطلقا، مثلما يتنازل دائما للصقر الغريب وحتى لحمائم صنعاء وعدن.
وهكذا فشلت المشاورات الأولى في تتويج اختيار رئيس وبقية قيادات المجلس ، رغم إشهار تأسيس المجلس، وأعطيت مهلة شهرين لاستكمال المشاورات ، والتوافق على قيادة المجلس، وشكلت الهيئة التأسيسية للمجلس للقيام بهذه المهمة وبقية مهام. التأسيس.
نكتفي بهذا القدر حول المشاورات الأولى وفي مقالنا القادم سنسلط الضوء على خبايا الصراع الذي جرى في المشاورات الثانية لمجلس حضرموت الوطني، واوصله إلى الانحراف عن مسيرته المستقلة، وسيطرة رموز حزب الاصلاح واعوانهم على زمام المجلس، وحرفه عن مساره الحضرمي المستقل، وجره لتبعية حزبهم ولليمننة . وجرت كل هذه الانحرافات والتغيرات لتوجه المجلس ولمؤسيسه، باشراف ما يسمى بخلية الرياض التي قادها د .عادل باحميد المحافظ السابق وسفيرنا الحالي في ماليزيا.
نأمل من المؤسسين ومن وجهنا لهم اللوم ، ان يغنوا هذه الرؤية النقدية لفشل المجلس ، كل من زاويته الخاصة، للوصول إلى الحقيقة المطلقة ، وعدم تكرار الفشل.