كفى عبثاً.. المواطن لم يعد يحتمل!

زايد بارشيد
هل سألت نفسك يوماً إلى أين نحن ذاهبون؟ هل نظرت حولك وتأملت كيف أصبح الحال؟ كيف تحوّل هذا الوطن إلى سوق مفتوح للفقر، ومزاد علني لمعاناة الناس؟ كيف أصبح الغلاء وحشًا يفترس كل شيء، بينما المسؤولون في الخارج ينعمون بحياة الترف؟
البلد ينهار والناس تختنق، والراتب الحكومي لم يعد يكفي حتى لشراء نصف كيس أرز، بينما الأسعار ترتفع كل يوم بلا رقيب أو حسيب بحجة انهيار العملة.. المواطن المغلوب على أمره ينام ويصحو على ارتفاع جديد في المواد الغذائية، في المواصلات، في المحروقات، في كل شيء، وكأنه يعيش في بلد لا يعرف الرحمة.
تخيل معي موظفًا حكومياً يعمل بكامل طاقته، يخدم وطنه، لكن راتبه لا يتجاوز 40 دولارًا، مبلغ لا يكفي حتى لأبسط متطلباته لشعرة إيام! بينما من يديرون الدولة يسكنون في الفلل والفنادق، ويمضون أوقاتهم بين عواصم الدول، كأن الوطن لم يعد يعنيهم، وكأن المواطن لا وجود له إلا وقت الحاجة!
إنها معادلة ظالمة حيث يدفع المواطن الفاتورة وحده، بينما النافذون والمتحكمون يتفرجون عليه من بعيد، والكارثة الأكبر أن الجميع صامت، وكأنهم استسلموا لهذا الواقع، وكأنهم اقتنعوا أن هذه البلاد لم تعد لهم، وأن حقوقهم ذهبت أدراج الرياح!
لم يعد هناك متسع لمزيد من الصبر، ولا جدوى من انتظار معجزة تغير الحال.. يجب أن ينهض الجميع ليقولوا: كفى! كفى عبثاً بمصير الناس، كفى استهتاراً بحياة المواطن، كفى فساداً وغلاءً وفوضى لأن استمرار هذا الوضع يعني مزيداً من المعاناة، ومزيداً من الضياع، ومزيداً من اليأس الذي لا أحد يعرف إلى أين سيقودنا غداً.
لم يعد هناك ما يُقال سوى: أنقذوا هذا الوطن قبل أن يفقد الجميع إيمانهم به!