محافظ حضرموت يُنعي الأديب الكبير والروائي المناضل الأستاذ صالح سعيد باعامر

محافظ حضرموت يُنعي الأديب الكبير والروائي المناضل الأستاذ صالح سعيد باعامر

نعى محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، الأديب الكبير والروائي المناضل الأستاذ صالح سعيد باعامر المدير العام الأسبق لمكتب وزارة الثقافة بحضرموت الذي وافته المنية فجر اليوم متأثرًا بمرض عُضال.

ووصف المحافظ وفاة الأديب صالح باعامر بالخسارة الفادحة للقطاع الثقافي والسياسي والإعلامي، إذ أثرى الفقيد حضرموت والوطن بنتاج مواقفه الواثقة المشرّفة وخبراته المتراكمة المنبثقة من غزارة فكره وثقافته واتساع أُفق رؤيته وأفكاره وحُسن إدارته ورزانة عقله والرضا بالذات والاكتفاء بالنفس وتحلّيه بالأمانة والخُلق والتواضع وطيب المعشر مع زملاء عمله ومع أطياف المجتمع فكان محلّ إجماع وثقة الجميع.

لقد كرّس الاديب الكبير الأستاذ صالح باعامر الذي طوى أشرعته على حين غرّة، حياته كاملة على امتداد عقود، ليكون إحدى القامات الثقافية العالية في سماء بلادنا، حيث كان أحد الرموز المهمة والملهمة في عالم الثقافة والإبداع، ولسان حال المواطن والوطن، لا يفتأ يرهن أعماله الادبية وروحه من أجلهما، ليكوّن بذلك صورة ناصعة عن المبدع الملتزم والمخلص للوطن وقضاياه.

وكان للأديب باعامر حضور في نفوس زملائه وأصدقائه ومحبيه من أدباء وكتاب ومثقفين وكل من عرفه أو اطلع على إبداعاته النابضة بالحياة والأمل، هذه الإبداعات التي كانت تنمّ عن ثقافة موسوعية، وروح استثنائية، فكان يشكّل مكتبة ثقافية متنقلة، ومن أكثر المثقفين تعبيراً عن الحس الوطني والانتماء إلى الهوية العربية والإسلامية، ولعب دوراً مهماً في التأسيس لمشهد ثقافي متميز في حضرموت، ويعد رحيله خسارة كبرى للثقافة، بوصفه أحد الرموز الثقافية الأكثر أهمية في المشهد الثقافي في بلادنا.

والأديب والروائي الأستاذ صالح سعيد باعامر، له الكثير من الأعمال القصصية والروائية.. بدأها في العام 1983م بمجموعته القصصية (حلم الأم يُمْنَى) وأتبعها بمجموعته القصصية (دهوم المشاقصي) ورواية (الصمصام) في العام 1993م، ثم مجموعته القصصية (احتمالات المغايرة) في العام 2002م، ليتبعها برواية (المكلا) 2004م، وليواصل رحلة العطاء الأدبي في (إنه البحر) و (ملكة الناصر) وغير ذلك من الأعمال الإبداعية.

ومن أهم المحطات في حياتي الإبداعية مدينتي قصيعر والمكلا التي خصص لها رواية خاصة بعنوان (المكلا) حيث وجد في بحرها امتدادًا لبحر قصيعر، وقال حينها إن وجدانه صار في المكلا أكثر رقة، وأكثر حباً للجمال.

عمل الأستاذ صالح باعامر في صحيفة الشرارة في 1968م، وتبوأ سكرتارية دائرة الفكر والثقافة والإعلام بحضرموت، ليتحمّل بعد ذلك إدارة تلفزيون عدن في 1970م، فيعود ليرأس تحرير صحيفة الشرارة في العام 1974م، ثم منصب مدير عام مكتب وزارة الثقافة بمحافظة حضرموت حتى مغادرته للمعاش التقاعدي.

وبهءا المصاب الجلل، يتقدّم محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، بأصدق التعازي بإسمه ونيابة عن السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بحضرموت لنجليه "عمر وناظم" وأفراد أسرته في المكلا وقصيعر، وزملائه في الوسط الثقافي والاعلامي، وأبناء حضرموت كافة، مبتهلاً إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة وعظيم المغفرة، وان يسكنه الفردوس الاعلى في الجنة، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

سيوارى جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة يعقوب، عقب الصلاة عليه عصر اليوم الجمعة بجامع الروضة.

انا لله وانا اليه راجعون.