حزب الإصلاح اليمني يكشف آخر أوراقه في حضرموت
ماهر باوزير
يعرف عن حزب الإصلاح اليمني حنكته السياسية و امتصاصه للصدمات السياسية والترويج في ردود أفعاله تجاهها وذلك منذ نشأة الحزب بتوجيهات وطلب من الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي أصبح أول رئيس الحزب بهدف توزيع الأدوار بينهما في مقابل الحزب الاشتراكي اليمني القادم من جنوب اليمن بعد توقيع اتفاق الوحدة الاندماجية في ٢٢ مايو ١٩٩٠ م ، واستمر ذلك التناغم في المواقف السياسية الداخلية وهي الهدف الرئيس من تكوين حزب الإصلاح إلا أن هناك متطلبات تفرض نفسها ليتصدر الإصلاح المشهد بدلا عن حزب المؤتمر الشعبي العام وهو حزب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومنها إتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية عام ٢٠٠٠ م ولتمرير تلك الإتفاقية قال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عبارته الشهيرة ( الأرض سفاح ) وما نتج عنها من تناول اليمن بتلك الإتفاقية عن مساحات كبيرة من الأراضي اليمنية لصالح السعودية .
وبعد كل تلك السنوات واجه الإصلاح متقلبات سياسية كثيرة لكن أكبرها وأخطرها هي سيطرة الحوثيين على حكم صنعاء وطرد قيادات حزب الإصلاح منها واذلالهم واهانتهم والتقاط صور لمقاتلين حوثيين من داخل غرف نوم قيادات الإصلاح في صنعاء ناهيك عن قتل بعض قيادات عسكرية تنتمي للإصلاح والتنكيل بهم وهي المقدمة التي أدخلت الرعب إلى قلوب قادته السياسيين وعجل من هروبهم من صنعاء الى خارج اليمن و توزعوا بين تركيا والرياض والقاهرة وغيرها .
أن ما حدث يوم امس الثلاثاء ٩ يناير ٢٠٢٤ م في مدينة سيئون محافظة حضرموت جنوب اليمن من إشهار ل ( المجلس الموحد للمحافظات الشرقية ) وبصورة مفاجئة وغير متوقعه وبدون مقدمات أو تحضير معلن حيث تمت الترتيبات بصورة سرية بهدف إرسال رسائل عدة من وراء ذلك وأولها جعل أنظار الشارع الحضرمي والجنوبي توجه اتهاماتها مباشرة إلى مجلس حضرموت الوطني من أجل خلط الأوراق وهي الطريقة التي داب على استخدامها الإصلاح طويلا مع خصومه السياسيين وقد نجح إلى حد بعيد سابقا وحقق مبتغاه إلا أن عنوان فعالية الامس أكثر حساسية وخطورة ومن الصعوبة بمكان تمريرها بدون أن تكون لها تبعات ومن المتوقع أن تكون كبيرة هذه المرة نظرا لتراجع شعبية الإصلاح في محافظات الجنوب وارتفاع وتيرة الرفض الشعبي في حضرموت لكل ما تأتي به المكونات السياسية التقليدية .
أن ما دعى الإصلاح لإقامة فعالية الأمس هو الصدمة التي تلقاها حزب الإصلاح من مجلس حضرموت الوطني عندما تم الإعلان عن مجلس رئاسي له بدون وجود أي شخصية تنتمي للإصلاح في مجلس حضرموت الوطني والذي كان يتوقع أن يكون رئيس المجلس أو أحد قيادات الإصلاح أو على أقل تقدير تواجد عدد من قياداته البارزة ضمن هيئة الرئاسة لمجلس حضرموت الوطني وهو ما لم يحدث ومن هنا ولأول مرة كانت ردة فعل الإصلاح متسرعة غير مدروس تبعاتها في محاولة لضرب مجلس حضرموت الوطني ناهيك عن الحملة الإعلامية المستمرة والمتصاعدة على مجلس حضرموت وقياداته من خلال نشر منشورات وصور تحمل تصريحات لم تصدر عن المجلس أو ناطقه الرسمي وهو الوحيد المخول بالتصريحات الرسمية إلا أن الإصلاح يستهدف الشارع الحضرمي والجنوبي يشتغل على هكذا اسلوب لتمرير رسائله السياسية في محاولة أخيرة للبقاء على قيد الحياة السياسية في الجنوب وحضرموت تحديدا إلا أن المقدمات تقول عكس ذلك وأن الخطأ الذي وقع فيه الإصلاح يوم امس سوف تكون له تبعات اكبر مما يتوقعه اكبر المتشائمين من قيادات الإصلاح وفي نفس الوقت قدم الخصومه السياسيين خدمة كبيرة وعلى طبق من ذهب أن أحسنوا استغلالها سياسيا في هذا الظرف الحساس الذي تمر به اليمن وهناك استحقاقات دولية وإقليمية ومحلية تفرض التعامل معها بحذر شديد للغاية ولا مجال لأي اخطاء وإعلان مواقف شعبوية مستعجلة لا تتقن فن السياسة.