لا جديد مثل كل عام في هذا التاريخ ١٣ يناير
ماهر باوزير
مزيد من الوهم و رص كلمات مكررة لإصدار تصريحات أو نشر مقالات عن التصالح والتسامح الجنوبي الشعار الذي لم يعمل به حتى من رفعه لأول مرة ناهيك عن من أتت بهم متغيرات السياسة لتصدر المشهد السياسي الجنوبي بعد إقصاء وتهميش قيادات وطنية كان لها باع طويل في مسار الثورة الجنوبية السلمية إلا أن هذا الشعار يردد سنويا دون أي تغيير أو تصحيح الأوضاع فيما يخص العلاقة البينية جنوبا بل حصل العكس ما بعد ٢٠١٧ م تعمق الإقصاء و التهميش لأبناء محافظات ومناطق وتقاسمت مناطق ومحافظات أخرى فيد الانتصار التاريخي الذي تحقق على الحوثة عند محاولتهم غزو العاصمة عدن.
لم ترتفع الأصوات المطالبة بالتغيير والتصحيح إلا خجلا أو في رسائل مشفرة وبعضها خاص لبعض القيادات أو من خلال احاديث عابرة على سبيل التحليل السياسي للوضع السياسي الجنوبي لكننا الآن نشهد مطالبات جماعية وفردية لوقفة جادة وتصحيح الأوضاع والابتعاد عن العصبية المناطقية والقبلية التي كان لها الأثر الكبير في تراجع القضية الجنوبية سياسيا ناهيك عن الارتهان المذل للخارج وربما للمتغيرات الجيوساسية التي تشهدها المنطقة أثرها الأكبر في خروج تلك الأصوات إلى العلن بعد أن شعر الجميع أن اللحظة التاريخية تتطلب المكاشفة والمواجهة في طرح الآراء السياسية التي يرى أصحابها أنها بمثابة مخرج للقضية الجنوبية من النفق المظلم الذي تسير فيه وأنهم لا يرون اي بارقة ضوء في نهاية النفق .
وبعد كل تلك التطورات في المشهد من المفيد جدا الجلوس على طاولة حوار جنوبية تشمل جميع التيارات والقيادات وبروح وطنية صادقة لإيجاد نقاط التقاء لخلق اصطفاف جنوبي موحد للتعاطي مع الاستحقاقات السياسية الإقليمية والدولية بعيدا عن عقلية الآن والآخر ومفاهيم القائد الأوحد والمكون الأوحد خصوصا بعد الفشل الذريع لما سمي لجنة الحوار الجنوبي الخارجي ومن ثم تبعها فشل اخر للجنة الحوار الداخلي التي حاورت أعضاء المكون نفسه ولم تحرص على التواصل مع شخصيات وطنية وقيادات لها وزنها ومكانتها الوطنية ناهيك عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبت من خلال عمليات التفريخ المكوناتية التي انتهجها الانتقالي خصوصا في حضرموت والتي كانت بمثابة ضرب النسيج الاجتماعي الحضرمي في العمق .
واليوم هناك استحقاقات كبيرة تجاوزت المتطلبات الصغيرة للمكونات السياسية من إقامة فعاليات أو إجتماعات أو مباريات كرة قدم أو حفلات موسيقية تتنافس على إقامتها المكونات السياسية الجنوبية طوال السنوات الماضية في حالة من التغييب والبعد عما يجري في ارض الواقع من ارتفاع معدلات الفقر والعوز للمواطن الجنوبي المسحوق الذي صار بينه وبين من يرفعون شعارات الوهم بون شاسع نتيجة لفارق صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني .
الجنوب اليوم على مفترق طرق أما تصحيح الأوضاع أو الاستمرار في مسار التبعية والارتهان وعدم التعاطي الإيجابي مع الانتقادات الوطنية التي تصدر في محاولة أخيرة للم الشمل الجنوبي وتحقيق فعلي لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي وليس شعارا لتمرير أجندات لا تخدم الجنوب وشعبه الأبي .